This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tales Collections. To make it more delightful, we have elaborated upon it in order to depict the characters' emotions and give it more meaning and humanity. For every behavior of the theirs, we gave a reason to rid the story of ambiguity and simplicity that is a distinctive feature of folktales. The story is meant for learners of Arabic as an additional language. Therefore, we have fully vowelized it to make it more readable and comprehensible. Additionally, sentence structures are tailored for non-Arab learners of Arabic. This Arabic story is suitable for intermediate and/or upper-intermediate learners.

بَعْدَ عَامٍ مِنْ قَتْلِ التِّنِّينِ، عَادَ الصَّيَّادُ الشَّابُّ إِلَى مَدِينَةِ التِّنِّينِ. كَانَ الصَّيَّادُ قَدْ تَجَوَّلَ بَيْنَ الْمُدُنِ عَامًا كَامِلًا، وَعَمِلَ فِي كُلِّ الْأَعْمَالِ. وَفِي مَدِينَةِ التِّنِّينِ، رَأَى الصَّيَّادُ النَّاسَ يَلْبَسُونَ مَلَابِسَ حَمْرَاءَ. تَعَجَّبَ الصَّيَّادُ وَاِتَّجَهَ نَحْوَ النُّزُلِ الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ قَبْلَ عَامٍ. وَعِنْدَمَا رَآهُ صَاحِبُ النُّزُلِ، صَاحَ: أَهَذَا أَنْتَ، أَيُّهَا الصَّيَّادُ؟ لَقَدْ اِخْتَفَيْتَ أَنْتَ وَحَيَوَانَاتُكَ فَجْأَةً!
أَخَذَ صَاحِبُ النُّزُلِ الْحَيَوَانَاتِ إِلَى الْإِسْطَبْلِ، ثُمَّ عَادَ قَائِلًا: أَنْتَ تَبْدُو مُخْتَلِفًا. هَلْ كَانَتْ رِحْلَتُكَ سَيِّئَةً؟
نَظَرَ الصَّيَّادُ إِلَى صَاحِبِ النُّزُلِ قَلِيلًا، ثُمَّ سَأَلَهُ: مَا خَطْبُ أَهْلِ مَدِينَتِكَ؟ كَانُوا يَلْبَسُونَ الْأَسْوَدَ الْعَامَ الْمَاضِيَ، وَالْآنَ يَلْبَسُونَ الْأَحْمَرَ!
ضَحِكَ صَاحِبُ النُّزُلِ، وَقَالَ: الْأَسْوَدُ لَوْنُ الْحُزْنِ، وَالْأَحْمَرُ لَوْنُ الْفَرَحِ. نَحْنُ فَرِحُونَ؛ لِأَنَّ الْأَمِيرَةَ سَتَتَزَوَّجُ غَدًا.
رَفَعَ الصَّيَّادُ حَاجِبَيْهِ، وَقَالَ: الْعَامَ الْمَاضِيَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّهَا سَتَمُوتُ.
ضَحِكَ صَاحِبُ النُّزُلِ، وَقَالَ: نَعَم! قُلْتُ ذَلِكَ. وَعِنْدَمَا جَاءَ التِّنِّينُ كَيْ يَأْخُذَهَا، جَاءَ قَائِدُ جَيْشِنَا وَقَتَلَ التِّنِّينَ!
قَاطَعَهُ الصَّيَّادُ مُتَعَجِّبًا: قَائِدُ الْجَيْشِ؟ وَلِمَاذَا لَمْ يَهْزِمْهُ مِنْ قَبْلُ؟
أَجَابَ صَاحِبُ النُّزُلِ: لَا أَعْلَمُ! قَالَ الْبَعْضُ إِنَّهُ كَانَ يَتَدَرَّبُ، وَقَالَ الْبَعْضُ الْآخَرُ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُنْقِذَ الْأَمِيرَةَ كَيْ تُحِبَّهُ.
قَالَ الصَّيَّادُ سَاخِرًا: تُحِبَّهُ؟ رُبَّمَا هَرَبَتْ بِسَبَبِ حُبِّهَا لِذَلِكَ الْقَائِدِ.
لَمْ يَفْهَمْ صَاحِبُ النُّزُلِ كَلَامَ الصَّيَّادِ، فَقَالَ: أَنَا لَا أَظُنُّ أَنَّهَا تُحِبُّهُ. لَقَدْ سَارَ مَوْكِبُ الْعَرُوسَيْنِ قَبْلَ يَوْمَيْنِ، وَلَمْ تَبْدُ الْأَمِيرَةُ سَعِيدَةً!
نَظَرَ الصَّيَّادُ إِلَى صَاحِبِ النُّزُلِ مَلِيًّا، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى غُرْفَتِهِ. فَكَّرَ الصَّيَّادُ فِي الْأَمِيرَةِ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ لِنَفْسِهِ: رُبَّمَا لَيْسَتْ خَائِنَةً.
وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، نَزَلَ الصَّيَّادُ إِلَى مَطْعَمِ النُّزُلِ، وَقَالَ لِصَاحِبِ النُّزُلِ: هَلْ تَتَحَدَّانِي أَنْ آكُلَ مِنْ خُبْزِ الْمَلِكِ؟
تَعَجَّبَ صَاحِبُ النُّزُلِ، ثُمَّ قَالَ: لَا أَظُنُّ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ.
اِبْتَسَمَ الصَّيَّادُ وَنَادَى أَرْنَبَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ، وَيُحْضِرَ لَهُ مِنْ خُبْزِ الْمَلِكِ. خَرَجَ الْأَرْنَبُ مِنَ النُّزُلِ مُسْرِعًا، وَرَكَضَ فِي الشَّارِعِ، فَلَحِقَتْهُ الْكِلَابُ، وَهِي تَنْبَحُ. وَحِينَ اِقْتَرَبَ مِنَ الْقَصْرِ، تَسَلَّلَ مِنْ فَجْوَةٍ إِلَى دَاخِلِ الْقَصْرِ. وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، أَمْسَكَ الْحُرَّاسُ الْكِلَابَ مُتَعَجِّبِينَ مِنْ نُبَاحِهَا الشَّدِيدِ.
رَكَضَ الْأَرْنَبُ فِي مَمَرَّاتِ الْقَصْرِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى غُرْفَةِ الْأَمِيرَةِ. وَحِينَ دَخَلَ الْأَرْنَبُ، رَأَى الْأَمِيرَةَ جَالِسَةً عَلَى مَقْعَدٍ، أَمَامَ النَّافِذَةِ. كَانَتِ الْأَمِيرَةُ شَارِدَةً، فَلَمْ تَسْمَعِ الْأَرْنَبَ عِنْدَمَا نَادَاهَا. اِقْتَرَبَ الْأَرْنَبُ مِنَ الْأَمِيرَةِ، وَشَدَّ ثَوْبَهَا مَرَّتَيْنِ. وَحِينَ اِنْتَبَهَتِ الْأَمِيرَةُ، نَظَرَتْ إِلَى الْأَرْنَبِ مُتَعَجِّبَةً، ثُمَّ لَاحَظَتْ حَجَرَ الْمَرْجَانِ حَوْلَ رَقَبَتِهِ. اِنْدَهَشَتِ الْأَمِيرَةُ، وَحَمَلَتِ الْأَرْنَبَ إِلَى حِضْنِهَا، وَقَالَتْ: أَنْتَ أَرْنَبُ الصَّيَّادِ الَّذِي هَزَمَ التِّنِّينَ!
قَالَ الْأَرْنَبُ: نَعَمْ، يَا سُمُوَّ الْأَمِيرَةِ. لَقَدْ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي الصَّيَّادُ كَيْ أُحْضِرَ لَهُ مِنْ خُبْزِ الْمَلِكِ.
تَعَجَّبَتِ الْأَمِيرَةُ، لَكِنَّهَا نَادَتِ الْخَادِمَةَ. وَحِينَ حَضَرَتِ الْخَادِمَةُ، طَلَبَتْ مِنْهَا الْأَمِيرَةُ أَنْ تُحْضِرَ خَبَّازَ الْمَلِكِ. وَعِنْدَمَا جَاءَ الْخَبَّازُ، أَمَرَتْهُ الْأَمِيرَةُ أَنْ يَحْمِلَ أَرْغِفَةَ خُبْزٍ إِلَى سَيِّدِ الْأَرْنَبِ. حَمَلَ الْخَبَّازُ الْخُبْزَ وَالْأَرْنَبَ، وَذَهَبَ إِلَى النُّزُلِ. وَعِنْدَمَا وَصَلَا، أَخَذَ الْأَرْنَبُ الْخُبْزَ وَدَخَلَ، فَقَالَ الصَّيَّادُ لِصَاحِبِ النُّزُلِ: لَقَدْ عَادَ أَرْنَبِي بِخُبْزِ الْمَلِكِ! هَلْ تَرَى؟
اِسْتَغْرَبَ صَاحِبُ النُّزُلِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَكَلَّمْ. نَظَرَ الصَّيَّادُ إِلَى صَاحِبِ النُّزُلِ، وَقَالَ: أَنَا أُرِيدُ الْآنَ شِوَاءً مِنْ شِواءِ الْمَلِكِ.
ضَحِكَ صَاحِبُ النُّزُلِ، وَقَالَ: لَنْ تَسْتَطِيعَ!
نَادَى الصَّيَّادُ الثَّعْلَبَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُحْضِرَ لَهُ مِنْ شِوَاءِ الْمَلِكِ. رَكَضَ الثَّعْلَبُ نَحْوَ الْقَصْرِ، وَدَخَلَ إِلَى غُرْفَةِ الْأَمِيرَةِ. وَحِينَ رَأَتِ الْأَمِيرَةُ حَجَرَ الْمَرْجَانِ حَوْلَ عُنُقِ الثَّعْلَبِ، فَرِحَتْ كَثِيرًا. أَخْبَرَ الثَّعْلَبُ الْأَمِيرَةَ بِأَمْرِ سَيِّدِهِ، فَأَمَرَتِ الطَّبَّاخَ أَنْ يُحْضِرَ مِنْ شِوَاءِ الْمَلِكِ، ثُمَّ أَمَرَتْ أَحَدَ الْخَدَمِ أَنْ يَحْمِلَهُ حَتَّى نُزُلِ سَيِّدِ الثَّعْلَبِ.
وَحِينَ دَخَلَ الثَّعْلَبُ، وَمَعَهُ الشِّوَاءُ، فَرِحَ الصَّيَّادُ، وَعَرَفَ أَنَّ الْأَمِيرَةَ لَيْسَتْ خَائِنَةً. نَظَرَ الصَّيَّادُ إِلَى صَاحِبِ النُّزُلِ، فَقَالَ صَاحِبُ النُّزُلِ: أَنَا مُنْدَهِشٌ، وَلَا أَعْرِفُ كَيْفَ اِسْتَطَاعَتْ حَيَوَانَاتُكَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا!
اِبْتَسَمَ الصَّيَّادُ، وَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ آكُلَ مِنْ فَوَاكِهِ الْمَلِكِ وَخُضْرَوَاتِهِ.
ثُمَّ أَرْسَلَ الصَّيَّادُ ذِئْبَهُ كَيْ يُحْضِرَ ذَلِكَ. ذَهَبَ الذِّئْبُ إِلَى الْقَصْرِ، وَاِقْتَحَمَهُ مُزَمْجِرًا حَتَّى وَصَلَ إِلَى غُرْفَةِ الْأَمِيرَةِ. فَرِحَتِ الْأَمِيرَةُ حِينَ رَأَتْ حَجَرَ الْمَرْجَانِ حَوْلَ عُنُقِ الذِّئْبِ. قَالَتِ الْأَمِيرَةُ لِلذِّئْبِ: مَاذَا يُرِيدُ سَيِّدُكَ الْبَطَلُ؟
فَأَخْبَرَهَا الذِّئْبُ بِطَلَبِ سَيِّدِهِ الصَّيَّادِ. وَحِينَ عَادَ الذِّئْبُ بِفَوَاكِهِ الْمَلِكِ وَخُضْرَوَاتِهِ، قَالَ الصَّيَّادُ: اِذْهَبْ، يَا دُبِّي، وَأَحْضِرْ لِي مِنْ حَلَوِيَّاتِ الْمَلِكِ. فَمَشَى الدُّبُّ فِي شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْقَصْرِ. اِقْتَحَمَ الدُّبُّ الْقَصْرَ مُزَمْجِرًا، ثُمَّ تَوَجَّهَ نَحْوَ غُرْفَةِ الْأَمِيرَةِ، وَأَخْبَرَهَا بِطَلَبِ سَيِّدِهِ. وَحِينَ عَادَ الدُّبُّ بِحَلَوِيَّاتِ الْمَلِكِ، فَرِحَ الصَّيَّادُ، وَقَالَ صَاحِبُ النُّزُلِ: هَذَا عَجِيبٌ! لِمَاذَا تَسْتَطِيعُ حَيَوَانَاتُكَ أَنْ تُحْضِرَ لَكَ مَا تُرِيدُ؟ مَنْ أَنْتَ؟
ضَحِكَ الصَّيَّادُ وَلَمْ يُجِبْ. نَادَى الصَّيَّادُ الْأَسَدَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُحْضِرَ لَهُ مِنْ نَبِيذِ الْمَلِكِ. خَرَجَ الْأَسَدُ مِنَ النُّزُلِ، وَزَأَرَ فِي الشَّوَارِعِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى الْقَصْرِ. زَأَرَ الْأَسَدُ أَمَامَ الْقَصْرِ، وَاِقْتَحَمَ الْبَوَّابَةَ، ثُمَّ مَشَى فِي الْمَمَرَّاتِ، وَهُوَ يَبْحَثُ عَنِ الْأَمِيرَةِ. رَأَى الْأَسَدُ الْأَمِيرَةَ وَاقِفَةً فِي أَحَدِ الْمَمَرَّاتِ. رَأَتِ الْأَمِيرَةُ قُفْلَ الْقِلَادَةِ حَوْلَ عُنُقِ الْأَسَدِ، فَرَكَضَتْ نَحْوَهُ. جَلَسَتِ الْأَمِيرَةُ أَمَامَ الْأَسَدِ، وَقَالَتْ: أَهْلًا، يَا عَزِيزِيَ الْأَسَدَ! مَاذَا يُرِيدُ سَيِّدُكَ الْبَطَلُ؟
أَخْبَرَ الْأَسَدُ الْأَمِيرَةَ بِطَلَبِ الصَّيَّادِ، فَأَمَرَتِ الْأَمِيرَةُ أَحَدَ الْخَدَمِ أَنْ يَأْخُذَ الْأَسَدَ إِلَى الْقَبْوِ. ذَهَبَ الْأَسَدُ إِلَى الْقَبْوِ، وَاِخْتَارَ أَفْضَلَ أَنْوَاعِ النَّبِيذِ. وَحِينَ عَادَ الْأسَدُ إِلَى النُّزُلِ، قَالَ الصَّيَّادُ: لَقَدْ أَصْبَحَ طَعَامِيَ الْمَلَكِيُّ جَاهِزًا. أَمَرَ الصَّيَّادُ حَيَوَانَاتِهِ أَنْ تَخْرُجَ كَيْ تَصْطَادَ، ثُمَّ تَنَاوَلَ طَعَامَهُ سَعِيدًا. وَبَعْدَ أَنِ اِنْتَهَى الصَّيَّادُ مِنْ طَعَامِهِ، قَالَ لِصَاحِبِ النُّزُلِ: لَقَدْ أَكَلْتُ مِنْ طَعَامِ الْمَلِكِ! وَالْآنَ، سَأَذْهَبُ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ وَأَتَزَوَّجُ الْأَمِيرَةَ.
قَالَ صَاحِبُ النُّزُلِ: هَذَا مُسْتَحِيلٌ! الزِّفَافُ الْيَوْمَ! لَنْ تَسْتَطِيعَ أَنْ تُقْنِعَ الْأَمِيرَةَ أَنْ تَتْرُكَ خَطِيبَهَا وَتَتَزَوَّجَكَ.
أَخْرَجَ الصَّيَّادُ مِنْدِيلَ الْأَمِيرَةِ مِنْ حَقِيبَتِهِ، وَقَالَ: لَنْ أُقْنِعَهَا. لَدَيَّ شَيْءٌ سَيَجْعَلُنِيِ الْعَرِيسَ!
وَفِي قَصْرِ الْمَلِكِ، جَلَسَ الْمَلِكُ وَالْأَمِيرَةُ لِيتَنَاوَلَا الطَّعَامَ. كَانَتِ الْأَمِيرَةُ بَاسِمَةً، فَنَظَرَ إِلَيْهَا الْمَلِكُ مُتَعَجِّبًا، ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ دَخَلَتْ حَيَوَانَاتٌ بَرِّيَّةٌ إِلَى قَصْرِيَ الْيَوْمَ، وَذَهَبَتْ إِلَى غُرْفَتِكِ. لِمَاذَا؟
نَظَرَتِ الْأَمِيرَةُ إِلَى أَبِيهَا، وَقَالَتْ: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَكْشِفَ السَّبَبَ الْآنَ. أَرْسِلْ خَادِمًا إِلَى النُّزُلِ الَّذِي يَسْكُنُ فِيهِ سَيِّدُ الْحَيَوَانَاتِ، وَسَوْفَ تَعْرِفُ الْحَقِيقَةَ.
نَظَرَ الْمَلِكُ إِلَى اِبْنَتِهِ مُتَعَجِّبًا، ثُمَّ قَالَ: وَهَلْ هَذِهِ النَّصِيحَةُ سَتَجْلِبُ الْخَيْرَ عَلَى الْمَدِينَةِ.
اِبْتَسَمَتِ الْأَمِيرَةُ، وَقَالَتْ: لَنْ تَنْدَمَ أَبَدًا، يَا مَوْلَايَ.
اِبْتَسَمَ الْمَلِكُ وَنَادَى خَادِمًا. أَمَرَ الْمَلِكُ بِدَعْوَةِ الصَّيَّادِ إِلَى الْقَصْرِ. وَحِينَ أَخْبَرَ الْخَادِمُ الصَّيَّادَ بِدَعْوَةِ الْمَلِكِ، قَالَ الصَّيَّادُ: أَنَا لَنْ أَذْهَبَ بِهَذِهِ الْمَلَابِسِ. عُدْ إِلَى الْمَلِكِ، وَأَخْبِرْهُ أَنَّنِي أَرْجُو مِنْهُ أَنْ يُرْسِلَ لِي مَلَابِسَ، وَعَرَبَةً ذَاتَ سِتَّةِ أَحْصِنَةٍ، وَخَدَمًا. أُرِيدُ أَنْ أَدْخُلَ إِلَى الْقَصْرِ فِي مَظْهَرٍ لَائِقٍ.
عَادَ الْخَادِمُ إِلَى الْقَصْرِ وَأَخْبَرَ الْمَلِكَ بِكَلَامِ الصَّيَّادِ. نَادَى الْمَلِكُ اِبْنَتَهُ، وَقَالَ لَهَا: مَا رَأْيُكِ فِي شُرُوطِهِ هَذِهِ؟
قَالَتِ الْأَمِيرَةُ: نَفِّذْ شُرُوطَهُ، يَا أَبِي. لَنْ تَنْدَمَ أَبَدًا!
وَافَقَ الْمَلِكُ، فَأَمَرَ بِإِرْسَالِ كُلَّ مَا طَلَبَهُ الصَّيَّادُ. وَحِينَ وَصَلَ كُلُّ شَيْءٍ، جَلَسَ صَاحِبُ النُّزُلِ مُنْدَهِشًا مُتَعَجِّبًا. لَبِسَ الصَّيَّادُ مَلَابِسَهُ الْفَاخِرَةَ، وَتَرَكَ الْخَدَمَ يُرَتِّبُونَ مَظْهَرَهُ، وَهُوَ مُبْتَسِمٌ. أَخَذَ الصَّيَّادُ مِنْدِيلَ الْأَمِيرَةِ، ثُمَّ رَكِبَ الْعَرَبَةَ. وَصَلَتِ الْعَرَبَةُ إِلَى الْقَصْرِ، فَتَرَجَّلَ الصَّيَّادُ مُبْتَسِمًا. رَأَى الْمَلِكُ الصَّيَّادَ، فَقَالَ لِاِبْنَتِهِ: كَيْفَ أَسْتَقْبِلُهُ؟
أَجَابَتِ الْأَمِيرَةُ: اِسْتَقْبِلْهُ بِنَفْسِكَ، يَا مَوْلَايَ.
عَمِلَ الْمَلِكُ بِنَصِيحَةِ اِبْنَتِهِ. وَعِنْدَمَا رَأَى الصَّيَّادُ الْمَلِكَ، عَرَفَ أَنَّ قَائِدَ الْجَيْشِ هُوَ الْمُخَادِعُ. جَلَسَ الْمَلِكُ فِي قَاعَةِ الْعَرْشِ، وَجَلَسَتِ الْأَمِيرَةُ قُرْبَهُ، وَجَلَسَ الصَّيَّادُ قُرْبَ الْأَمِيرَةِ. وَحِينَ حَضَرَ قَائِدُ الْجَيْشِ، جَلَسَ قُرْبَ الْمَلِكِ مِنَ الْجِهَةِ الْأُخْرَى. نَظَرَ قَائِدُ الْجَيْشِ إِلَى الصَّيَّادِ مُتَعَجِّبًا؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ سَبَبَ جُلُوسِهِ قُرْبَ الْأَمِيرَةِ.
وَقَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ الزِّفَافُ، تَقَدَّمَ الْعَسَاكِرُ، وَهُمْ يَحْمِلُونَ رُؤُوسَ التِّنِّينِ السَّبْعَةِ. اِلْتَفَتَ الْمَلِكُ نَحْوَ الصَّيَّادِ، وَقَالَ: هَذِهِ رُؤُوسُ التِّنِّينِ، وَقَدْ قَطَعَهَا هَذَا الْقَائِدُ الشُّجَاعُ. وَلَقَدْ وَعَدْتُ أَنْ أُزَوِّجَ اِبْنَتِي بِقَاتِلِ التِّنِّينِ.
ابْتَسَمَ الصَّيَّادُ، وَوَقَفَ ثُمَّ سَارَ نَحْوَ الرُّؤُوسِ. فَتَحَ الصَّيَّادُ فَمَ كُلِّ رَأْسٍ، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَى قَائِدِ الْجَيْشِ، وَقَالَ: أَيْنَ أَلْسِنَةُ الرُّؤُوسِ؟
اِرْتَبَكَ قَائِدُ الْجَيْشِ، وَأَجَابَ: التِّنِّينُ لَا يَمْلِكُ أَلْسِنَةً.
ضَحِكَ الصَّيَّادُ، وَقَالَ: يَجِبُ أَلَّا يَمْلِكَ الْكَاذِبُونَ أَلْسِنَةً!
أَخْرَجَ الصَّيَّادُ مِنْدِيلَ الْأَمِيرَةِ، وَقَالَ: هَذَا مِنْدِيلُكِ، أَيَّتُهَا الْأَمِيرَةُ. لِمَنْ أَعْطَيْتِ مِنْدِيلَكِ؟
أَجَابَتِ الْأَمِيرَةُ: أَعْطَيْتُهُ لِقَاتِلِ التِّنِّينِ.
اِبْتَسَمَ الصَّيَّادُ، ثُمَّ قَالَ: وَلِمَاذَا لَا يَمْلِكُ الْقَائِدُ الشُّجَاعُ هَذَا الْمِنْدِيلَ؟!
ثُمَّ نَادَى حَيَوَانَاتِهِ، وَأَخَذَ أَحْجَارَ الْمَرْجَانِ وَقُفْلَ الْقِلَادَةِ، وَرَفَعَهَا أَمَامَ الْأَمِيرَةِ، وَقَالَ: لِمَنْ أَعْطَيْتِ قِلَادَتَكِ، أَيَّتُهَا الْأَمِيرَةُ؟
أَجَابَتِ الْأَمِيرَةُ: أَعْطَيْتُهَا لِحَيَوَانَاتِ قَاتِلِ التِّنِّينِ.
اِبْتَسَمَ الصَّيَّادُ، وَنَظَرَ إِلَى الْمَلِكِ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا قَاتِلُ التِّنِّينِ! وَقَدْ قَطَعْتُ أَلْسِنَةَ التِّنِّينِ وَوَضَعْتُهَا دَاخِلَ هَذَا الْمِنْدِيلِ.
عَرَضَ الصَّيَّادُ أَلْسِنَةَ التِّنِّينِ عَلَى الْمَلِكِ وَعَلَى الْحَاضِرِينَ، ثُمَّ قَالَ: وَبَعْدَ الْمَعْرَكَةِ، نِمْتُ مُتْعَبًا، فَتَسَلَّلَ هَذَا الْوَغْدُ الطَّمَّاعُ وَهَاجَمَنِي، ثُمَّ خَطَفَ الْأَمِيرَةَ. وَأَنَا أُثْبِتُ كَلَامِيَ هَذَا بِالْمِنْدِيلِ، وَالْقِلَادَةِ، وَأَلْسِنَةِ التِّنِّينِ، وَكَلَامِ الْأَمِيرَةِ.
اِلْتَفَتَ الْمَلِكُ إِلَى اِبْنَتِهِ، وَقَالَ: هَلْ يَقُولُ الصِّدْقَ؟
أَجَابَتِ الْأَمِيرَةُ: نَعَمْ. أَنَا كُنْتُ أَنْتَظِرُ عَوْدَتَهُ كَيْ يَكْشِفَ الْحَقِيقَةَ؛ وَلِذَلِكَ أَجَّلْتُ الزَّوَاجَ عَامًا كَامِلًا.
غَضِبَ الْمَلِكُ مِنْ قَائِدِ الْجَيْشِ، وَأَمَرَ قَاضِيَ الْمَدِينَةِ أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِ. حَكَمَ الْقَاضِي عَلَى قَائِدِ الْجَيْشِ بِالْإِعْدَامِ بِسَبَبِ قَطْعِ رَأْسِ الصَّيَّادِ، وَتَهْدِيدِ الْأَمِيرَةِ، وَخِدَاعِ الْمَلِكِ وَالشَّعْبِ. وَبَعْدَ شَهْرٍ، أَقَامَتِ الْمَدِينَةُ حَفْلًا كَبِيرًا. اِحْتَفَلَ الْجَمِيعُ بِظُهُورِ الْحَقِيقَةِ، وَبِزَوَاجِ الْأَمِيرَةِ، وَبِتَعْيِينِ الصَّيَّادِ الشَّابِّ مَلِكًا. وَقَدْ دَعَا الصَّيَّادُ وَالِدَهُ الْحَطَّابَ وَمُرَبِّيَهُ الصَّيَّادَ؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ مَكَانَ أَخِيهِ كَيْ يَدْعُوَهُ.
عَاشَ الْمَلِكُ الشَّابُّ حَيَاةً سَعِيدَةً مَعَ زَوْجَتِهِ وَحَيَوَانَاتِهِ. وَكَانَ الْمَلِكُ الشَّابُّ يَخْرُجُ لِلصَّيْدِ فِي الْغَابَةِ مَعَ بَعْضِ حَاشِيَتِهِ وَعَسَاكِرِهِ. وَذَاتَ مَرَّةٍ، رَأَى الْمَلِكُ الشَّابُّ غَزَالَةً بَيْضَاءَ فِي الْغَابَةِ. لَحِقَ الْمَلِكُ الشَّابُّ الْغَزَالَةَ، وَقَالَ لِمَنْ مَعَهُ: اِنْتَظِرُونِي هُنَا! سَأَلْحَقُ هَذِهِ الْغَزَالَةَ الْجَمِيلَةَ!
مَشَى الْمَلِكُ الشَّابُّ فِي الْغَابَةِ طَوِيلًا، وَلَمْ يَجِدْ أَثَرًا لِلْغَزَالَةِ. وَحِينَ يَئِسَ، نَفَخَ فِي بُوقِ الصَّيْدِ؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ رَدًّا عَلَى بُوقِهِ. اِسْتَغْرَبَ الْمَلِكُ الشَّابُّ، وَنَظَرَ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَالَ لِحَيَوَانَاتِهِ: يَبْدُو أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَرَبَتْ. هَذِهِ الْغَابَةُ مُظْلِمَةٌ وَغَرِيبَةٌ! رُبَّمَا يَبْحَثُ عَسَاكِرِي عَنِّي فِي جِهَةٍ أُخْرَى مِنْ هَذِهِ الْغَابَةِ. تَعَالَوا لِنَجْلِسَ هُنَا وَنُشْعِلَ نَارًا.
جَلَسَ الْمَلِكُ الشَّابُّ، وأَشْعَلَ نَارًا، وَجَمَعَتْ حَيَوَانَاتُهُ حَطَبًا، ثُمَّ جَلَسَتْ حَوْلَهُ. وَعِنْدَمَا كَانَ الْمَلِكُ الشَّابُّ يَتَنَاوَلُ طَعَامَهُ، سَمِعَ صَوْتًا، فَتَلَفَّتَ حَوْلَهُ مُسْتَغْرِبًا. سَمِعَ الْمَلِكُ الشَّابُّ الصَّوْتَ مُجَدَّدًا: آهْ! آهْ! بَرْدٌ شَدِيدٌ! بَرْدٌ شَدِيدٌ!

قَامَ الْمَلِكُ الشَّابُّ وَنَظَرَ حَوْلَهُ، فَرَأَى عَجُوزًا نَحِيلَةً ضَعِيفَةً، تَسْتَنِدُ إِلَى عَصَا، وَمَلَابِسُهَا خَفِيفَةٌ. أَشْفَقَ الْمَلِكُ الشَّابُّ عَلَى الْعَجُوزِ، فَنَادَاهَا: تَعَالَي، يَا جَدَّةُ، وَاِجْلِسِي هُنَا. تَعَالَي!
رَدَّتِ الْعَجُوزُ: لَا! لَا! حَيَوَانَاتُكَ تُخِيفُنِي! آهْ! بَرْدٌ شَدِيدٌ!
تَنَهَّدَ الْمَلِكُ الشَّابُّ، وَقَالَ: لَا تَخَافِي! حَيَوَانَاتِي مُرَوَّضَةٌ؛ لَنْ تُؤْذِيَكِ!
صَاحَتِ الْعَجُوزُ: لَا! لَا! إِنَّهَا حَيَوَانَاتٌ شَرِسَةٌ.
سَعَلَتِ الْعَجُوزُ سُعَالًا حَادًّا، فَتَنَهَّدَ الْمَلِكُ الشَّابُّ، وَقَالَ: سَوْفَ تَبْتَعِدُ حَيَوَانَاتِي قَلِيلًا كَيْ تَقْتَرِبِي.
قَالَتِ الْعَجُوزُ: لَا! الْحَيَوَانَاتُ تَبْحَثُ عَنِ الدِّفْءِ أَيْضًا! خُذْ هَذَا الْغُصْنَ وَاِمْسَحْ عَلَى ظُهُورِ الْحَيَوَانَاتِ حَتَّى لَا تُؤْذِيَنِي.
اِبْتَسَمَ الْمَلِكُ الشَّابُّ سَاخِرًا مِنَ الْعَجُوزِ؛ لَكِنَّهُ نَفَّذَ طَلَبَهَا. مَسَحَ الْمَلِكُ الشَّابُّ عَلَى ظُهُورِ حَيَوَانَاتِهِ، فَاِقْتَرَبَتِ الْعَجُوزُ، وَأَخَذَتِ الْغُصْنَ، ثُمَّ مَسَحَتْ بِهِ عَلَى رَأْسِ الْمَلِكِ الشَّابِّ. تَحَوَّلَ الْمَلِكُ الشَّابُّ وَحَيَوَانَاتُهُ إِلَى حِجَارَةٍ. ضَحِكَتِ الْعَجُوزُ، وَحَمَلَتِ الْمَلِكَ الشَّابَّ وَحَيَوَانَاتِهِ إِلَى كَهْفٍ مَلِيْءٍ بِالتَّمَاثِيلِ الْحَجِرِيَّةِ، ثُمَّ غَادَرَتْ.
وَخَارِجَ الْغَابَةِ، وَقَفَ الْعَسَاكِرُ وَالْحَاشِيَةُ مُنْتَظِرِينَ عَوْدَةَ الْمَلِكِ. غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَلَمْ يَعُدِ الْمَلِكُ، ثُمَّ اِنْتَصَفَ اللَّيْلُ، ثُمَّ طَلَعَ الْفَجْرُ. عَادَ الْجَمِيعُ إِلَى الْقَصْرِ، وَأَخْبَرُوا الْمَلِكَةَ بِمَا حَدَثَ. قَلِقَتِ الْمَلِكَةُ، لَكِنَّهَا قَرَّرَتْ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّى يَعُودَ الْمَلِكُ الشَّابُّ بِنَفْسِهِ.
وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، مَشَى الْأَخُ التَّوْءَمُ مِنْ أَمَامِ الْقَرْيَةِ الَّتِي اِفْتَرَقَ فِيهَا هُوَ وَأَخُوهُ. قَالَ الْأَخُ التَّوْءَمُ: أَنَا مُشْتَاقٌ إِلَى أَخِي. سَوْفَ أَذْهَبُ كَيْ أَرَى سِكِّينَهُ.
ثُمَّ سَارَ نَحْوَ إِحْدَى الْأشْجَارِ خَارِجَ الْقَرْيَةِ، وَحَيَوَانَاتُهُ خَلْفُهُ. وَعِنْدَمَا وَصَلَ الْأَخُ التَّوْءَمُ إِلَى الشَّجَرَةِ، رَأَى سِكِّينَهُ لَامِعًا، وَرَأَى سِكِّينَ أَخِيهِ أَسْوَدَ. فَزِعَ الْأَخُ التَّوْءَمُ، وَسَحَبَ السِّكِّينَ مِنْ سَاقِ الشَّجَرَةِ. كَانَ نِصْفُ نَصْلِ السِّكِّينِ أَسْوَدَ، وَكَانَ النِّصْفُ الْآخَرُ لَامِعًا. عَرَفَ الصَّيَّادُ التَّوْءَمُ أَنَّ أَخَاهُ فِي وَرْطَةٍ، فَقَرَّرَ أَنْ يَبْحَثَ عَنْهُ. اِتَّجَهَ الصَّيَّادُ التَّوْءَمُ نَحْوَ الْغَرْبِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى مَدِينَةِ التِّنِّينِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ الصَّيَّادُ الْمَدِينَةَ، رَآهُ الْعَسَاكِرُ، فَرَكَضُوا نَحْوَهُ، وَاِسْتَقْبَلُوهُ فَرِحِينَ. اِسْتَغْرَبَ الصَّيَّادُ، وَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَهُم؛ لَكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّهُم يَظُنُّونَهُ أَخَاهُ، فَصَمَتَ.
وَحِينَ رَأَتِ الْمَلِكَةُ الصَّيَّادَ، ظَنَّتْ أَنَّهُ زَوْجُهَا، فَفَرِحَتْ وَسَأَلَتْهُ عَنْ سَبَبِ غِيَابِهِ. اِرْتَبَكَ الصَّيَّادُ، وَاِبْتَعَدَ عَنْهَا قَائِلًا: لَقَدْ تُهْتُ فِي الْغَابَةِ.
اِبْتَسَمَتِ الزَّوْجَةُ، وَقَالَتْ: أَبِي يَنْتَظِرُكَ حَتَّى يَعْرِفَ قِصَّةَ الْغَزَالَةِ الْبَيْضَاءِ الَّتِي كُنْتَ تُلَاحِقُهَا.
اِبْتَسَمَ الصَّيَّادُ صَامِتًا، ثُمَّ مَشَى مَعَ زَوْجَةِ أَخِيهِ إِلَى غُرْفَةِ الْمَلِكِ السَّابِقِ. وَحِينَ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ، عَرَفَ الصَّيَّادُ مَكَانَ اِخْتِفَاءِ أَخِيهِ وَسَبَبَهُ. وَحِينَ حَلَّ الظَّلَامُ، أَرَادَ الصَّيَّادُ أَنْ يَنَامَ؛ لَكِنَّ الْمَلِكَةَ كَانَتْ تَسْتَعِدُّ لِلنَّوْمِ. تَنَهَّدَ الصَّيَّادُ ثُمَّ جَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ، وَوَضَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَلِكَةِ سَيْفًا حَادًّا، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَى الْجِهَةِ الْأُخْرَى. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، تَحَدَّثَ الصَّيَّادُ مَعَ الْحَرَسِ وَالْحَاشِيةِ عَنِ الصَّيْدِ؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا جَدِيدًا. وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، لَبِسَ الصَّيَّادُ مَلَابِسَ الْمَلِكِ وَخَرَجَ مَعَ الْحَاشِيَةِ وَالْعَسَاكِرِ فِي رِحْلَةِ صَيْدٍ جَدِيدَةٍ إِلَى الْغَابَةِ.
وَعِنْدَمَا كَانَ الصَّيَّادُ يَسِيرُ فِي الْغَابَةِ، رَأَى غَزَالَةً بَيْضَاءَ. اِلْتَفَتَ الصَّيَّادُ إِلَى جَمَاعَتِهِ، وَطَلَبَ مِنْهُم أَنْ يَنْتَظِرُوهُ. لَحِقَ الصَّيَّادُ وَحَيَوَانَاتُهُ بِالْغَزَالَةِ الْبَيْضَاءِ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَاِخْتَفَتِ الْغَزَالَةُ. جَلَسَ الصَّيَّادُ وَأَشْعَلَ نَارًا، وَجَلَسَتْ حَيَوَانَاتُهُ حَوْلَهُ. وَبَعْدَ دَقَائِقَ، سَمِعَ الصَّيَّادُ صَوْتًا: آهْ! آهْ! بَرْدٌ شَدِيدٌ! بَرْدٌ شَدِيدٌ!
تَلَفَّتَ الصَّيَّادُ حَوْلَهُ، فَرَأَى عَجُوزًا نَحِيلَةً ضَعِيفَةً، تَرْتَدِي مَلَابِسَ خَفيفَةً، وَتَسْتَنِدُ إِلَى عَصًا ضَامِرَةٍ. نَادَى الصَّيَّادُ الْعَجُوزَ: تَعَالَي، يَا جَدَّةُ، وَتَدَفَّئِي هُنَا!
قَالَتِ الْعَجُوزُ: لَا! لَا! حَيَوَانَاتُكَ سَوْفَ تُؤْذِينِي! آهْ! بَرْدٌ شَدِيدٌ!
غَضِبَ الصَّيَّادُ، وَقَالَ: اِقْتَرِبِي مِنَ النَّارِ! حَيَوَانَاتِي مُدَرَّبَةٌ جَيِّدًا!
صَاحَتِ الْعَجُوزُ: سَأَرْمِي لَكَ غُصْنًا. اِمْسَحْ عَلَى رُؤُوسِ الْحَيَوَانَاتِ بِهِ، ثُمَّ سَأَقْتَرِبُ.
اِسْتَغْرَبَ الصَّيَّادُ، وَقَالَ، وَهُوَ يُمْسِكُ بُنْدُقِيَّتَهُ: لَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ! اِقْتَرِبِي وَإِلَّا سَأُطْلِقُ عَلَيْكِ!
صَاحَتِ الْعَجُوزُ: لَنْ تَسْتَطِيعَ قَتْلِي بِرَصَاصِكَ!
عَبَسَ الصَّيَّادُ، ثُمَّ أَطْلَقَ عَلَى الْعَجُوزِ؛ لَكِنَّ الْعَجُوزَ لَمْ تُصَبْ بِأَذَىً. اِبْتَسَمَ الصَّيَّادُ، وَقَالَ: أَنْتِ سَاحِرَةٌ!
ضَحِكَتِ الْعَجُوزُ، وَرَكَضَتْ نَحْوَ الصَّيَّادِ؛ لَكِنَّ الصَّيَّادَ نَزَعَ ثَلَاثَةَ أَزْرَارٍ فِضِّيَّةٍ مِنْ مَلَابِسِهِ الْمَلَكِيَّةِ، وَلَقَّمَ بِهَا الْبُنْدُقِيَّةَ، ثُمَّ أَطْلَقَ عَلَى السَّاحِرَةِ. أَصَابَتِ الْأَزْرَارُ الْفِضِّيَّةُ السَّاحِرَةَ، فَسَقَطَتْ، وَهِيَ تَصْرُخُ. اِقْتَرَبَ الصَّيَّادُ مِنَ السَّاحِرَةِ، وَسَحَبَهَا بِشَعْرِهَا قَائِلًا: اِعْتَرِفِي، أَيَّتُهَا السَّاحِرَةُ! أَيْنَ أَخِي؟
صَاحَتِ السَّاحِرَةُ: لَا! لَا!
سَحَبَ الصَّيَّادُ السَّاحِرَةَ نَحْوَ النَّارِ قَائِلًا: سَوْفَ أَرْمِيكِ إِلَى النَّارِ إِذَا لَمْ تَعْتَرِفِي!
قَرَّبَ الصَّيَّادُ السَّاحِرَةَ مِنَ النَّارِ، فَصَاحَتْ: لَقَدْ حَجَّرْتُهُ! لَقَدْ حَجَّرْتُهُ هُوَ وَحَيَوَانَاتُهُ. لَقَدْ وَضَعْتُهُ فِي كَهْفٍ فِي الشَّمَالِ.
سَحَبَ الصَّيَّادُ السَّاحِرَةَ وَقَيَّدَهَا، ثُمَّ أَمَرَهَا أَنْ تَأْخُذَهُ إِلَى الْكَهْفِ. وَحِينَ وَصَلُوا، حَمَلَ الصَّيَّادُ شُعْلَةً، ثُمَّ دَخَلَ إِلَى الْكَهْفِ، وَأَمَرَ حَيَوَانَاتِهِ أَنْ تَحْرُسَ السَّاحِرَةَ. رَأَى الصَّيَّادُ فِي الْكَهْفِ تَمَاثِيلَ حَجَرِيَّةً كَثِيرَةً. عَرَفَ الصَّيَّادُ أَنَّ السَّاحِرَةَ حَوَّلَتِ الْكَثِيرَ مِنَ النَّاسِ إِلَى حِجَارَةٍ. سَحَبَ الصَّيَّادُ السَّاحِرَةَ وَأَمَرَهَا أَنْ تَنْزَعَ السِّحْرَ عَنْ كُلِّ الْمَخْلُوقَاتِ الْمَوْجُودَةِ فِي الْكَهْفِ، ثُمَّ هَدَّدَ أَنْ يَرْمِيَهَا فِي النَّارِ.
وَعِنْدَمَا رَفَعَتِ السَّاحِرَةُ السِّحْرَ عَنِ الْجَمِيعِ، خَرَجَ مِنَ الْكَهْفِ تُجَّارٌ، وَصُنَّاعٌ، وَفَلَّاحُونَ، وَرُعَاةٌ. وَخَرَجَتْ مِنَ الْكَهْفِ حَيَوَانَاتٌ كَثِيرَةٌ. وَعِنْدَمَا خَرَجَ الْمَلِكُ الشَّابُّ، رَكَضَ الصَّيَّادُ نَحْوَهُ وَعَانَقَهُ سَعِيدًا. فَرِحَ الْمَلِكُ الشَّابُّ بِرُؤْيَةِ أَخِيهِ، وَسَأَلَهُ عَمَّا حَدَثَ. حَكَى الصَّيَّادُ لِأَخِيهِ مَا فَعَلَتْهُ السَّاحِرَةُ، فَقَالَ الْمَلِكُ الشَّابُّ: يَجِبُ أَنْ نَحْرِقَ السَّاحِرَةَ حَتَّى لَا تُحَجِّرَ أُنَاسًا آخَرِينَ.
جَمَعَ النَّاسُ حَطَبًا كَثِيرًا، ثُمَّ وَضَعَ الصَّيَّادُ السَّاحِرَةَ فِي وَسَطِهِ، وَأَشْعَلَ الْمَلِكُ الشَّابُّ النَّارَ. وَعِنْدَمَا اِحْتَرَقَتِ السَّاحِرَةُ، أَصْبَحَ هَوَاءُ الْغَابَةِ خَفِيفًا، وَأَصْبَحَتِ الْغَابَةُ مُضِيئَةً، وَسَمِعَ النَّاسُ أَصْوَاتَ الْحَيَوَانَاتِ فِيهَا، وَاِسْتَطَاعَ الْجَمِيعُ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ الْغَابَةِ. وَعِنْدَمَا خَرَجَ الْتَوْءَمُ، لَمْ يَجِدَا الْعَسْكَرَ وَالْحَاشِيَةَ، فَقَرَّرَا أَنْ يَسِيرَا حَتَّى الْمَدِينَةِ. وَفِي الطَّرِيقِ، حَدَّثَ الصَّيَّادُ أَخَاهُ الْمَلِكَ الشَّابَّ عَمَّا حَدَثَ مَعَهُ مُنْذُ اِفْتَرَقَا حَتَّى قَرَّرَ أَنْ يَعُودَ إِلَى الشَّجَرَةِ. وَبَعْدَ أَنِ اِنْتَهَى، حَدَّثَ الْمَلِكُ الشَّابُّ أَخَاهُ الصَّيَّادَ عَمَّا حَدَثَ مَعَهُ مُنْذُ اِفْتَرَقَا حَتَّى أَصْبَحَ مَلِكًا. قَالَ الصَّيَّادُ: نَعَمْ، لَقَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ! عِنْدَمَا وَصَلْتُ إِلَى مَدِينَةِ التِّنِّينِ، اِسْتَقْبَلَنِي الْجَمِيعُ مُرَحِّبِينَ. لَقَدْ ظَنُّوا أَنَّنِي أَنْتَ؛ وَلِذَلِكَ أَلْبَسُونِي هَذِهِ الثِّيَابَ، وَأَجْلَسُونِي عَلَى الْعَرْشِ، وَظَلُّوا حَوْلِي؛ حَتَّى زَوْجَتُكَ الْمَلِكَةُ ظَنَّتْ أَنَّنِي أَنْتَ، وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُخْبِرَهَا الْحَقِيقَةَ حَتَّى أَكْتَشِفَ مَا حَصَلَ لَكَ. وَبِسَبَبِ هَذَا أُجْبِرْتُ عَلَى الْأَكْلِ وَالنَّوْمِ مَعَهَا.
اِلْتَفَتَ الْمَلِكُ الشَّابُّ إِلَى أَخِيهِ غَاضِبًا، فَوَجَدَ أَخَاهُ بَاسِمًا. شَعَرَ الْمَلِكُ الشَّابُّ بِغَيْرَةٍ شَدِيدَةٍ وَغَضَبٍ كَبِيرٍ، فَاِسْتَلَّ سَيْفَهُ وَقَطَعَ رَأْسَ أَخِيهِ. وَعِنْدَمَا رَأَى الْمَلِكُ الشَّابُّ دِمْاءَ أَخِيهِ عَلَى الْأَرْضِ، شَعَرَ بِالنَّدَمِ. جَلَسَ الْمَلِكُ الشَّابُّ أَمَامَ جُثَّةِ أَخِيهِ، وَبَكَى بُكَاءً حَارًّا. اِقْتَرَبَ الْأَرْنَبُ مِنْ سَيِّدِهِ، وَقَالَ: سَيِّدِي، أَنَا أَمْلِكُ نَبْتَةَ الْحَيَاةِ الَّتِي عَالَجْنَاكَ بِهَا.
اِلْتَفَتَ الْمَلِكُ الشَّابُّ إِلَى الْأَرْنَبِ سَعِيدًا، وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَضَعَ النَّبْتَةَ فِي فَمِ أَخِيهِ. وَعِنْدَمَا عَادَ الصَّيَّادُ إِلَى الْحَيَاةِ، لَمْ يَعْرِفْ أَنَّ أَخَاهُ قَتَلَهُ. تَابَعَ الْأَخَوَانِ طَرِيقَهُمَا حَتَّى اِقْتَرَبَا مِنَ الْمَدِينَةِ. قَالَ الصَّيَّادُ لِأَخِيهِ الْمَلِكِ الشَّابِّ: أَنَا أَقْتَرِحُ أَنْ نَدْخُلَ مِنْ بَوَّابَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ.
اِلْتَفَتَ الْمَلِكُ الشَّابُّ إِلَى أَخِيهِ مُتَعَجِّبًا، وَسَأَلَهُ: لِمَاذَا؟
أَجَابَ الصَّيَّادُ: لِأَنَّنَا مُتَشَابِهَانِ فِي الْوَجْهِ، وَالْجَسَدِ، وَالثِّيَابِ، وَالْحَيَوَانَاتِ! يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ شَعْبُكَ أَنَّ عِنْدَكَ أَخًا تَوْءَمًا! سَنَدْخُلُ مِنْ بَوَّابَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ، ثُمَّ نَسِيرُ حَتَّى قَصْرِ الْمَلِكِ.
وَافَقَ الْمَلِكُ الشَّابُّ عَلَى كَلَامِ أَخِيهِ، وَاِتَّجَهَ نَحْوَ الْبَوَّابَةِ الشَّرْقِيَّةِ، وَذَهَبَ الصَّيَّادُ نَحْوَ الْبَوَّابَةِ الْغَرْبِيَّةِ. وَعِنْدَمَا رَأَى حُرَّاسُ الْبَوَّابَةِ الشَّرْقِيَّةِ الْمَلِكَ الشَّابَّ، أَرْسَلُوا جُنْدِيًّا إِلَى الْقَصْرِ كَيْ يُعْلِنَ وُصُولَهُ. وَعِنْدَمَا رَأَى حُرَّاسُ الْبَوَّابَةِ الْغَرْبِيَّةِ الصَّيَّادَ، أَرْسَلُوا جُنْدِيًّا إِلَى الْقَصْرِ كَيْ يُعْلِنَ وُصُولَهُ.
وَصَلَ الْخَبَرَانِ إِلَى الْمَلِكِ السَّابِقِ فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ، فَصَاحَ مُنْدَهِشًا: مَا هَذَا الْكَلَامُ؟ هَلْ دَخَلَ الْمَلِكُ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ بَوَّابَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ، فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ؟ هَذَا مُسْتَحِيلٌ!
خَرَجَ الْمَلِكُ السَّابِقُ وَاِبْنَتُهُ إِلَى سَاحَةِ الْقَصْرِ كَيْ يَسْتَقْبِلَا الْمَلِكَ الشَّابَّ، فَرَأَيَا مَلِكَيْنِ! ضَحِكَ الْأَخَوَانِ عِنْدَمَا رَأَيَا دَهْشَةَ الْمَلِكِ السَّابِقِ وَاِبْنَتِهِ. اِلْتَفَتَ الْمَلِكُ إِلَى اِبْنَتِهِ، وَقَالَ: أَنْتِ زَوْجَتُهُ! أَنْتِ تَعْرِفِينَهُ أَكْثَرَ مِنَ الْجَمِيعِ! أَخْبِرِينَا: أَيُّ وَاحِدٍ هُوَ زَوْجُكِ!
اِرْتَبَكَتِ الْمَلِكَةُ؛ لِأَنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَعْرِفَ. نَظَرَتِ الْمَلِكَةُ إِلَى الْحَيَوَانَاتِ خَلْفَهُمَا، فَرَأَتْ أَنَّهَا مُتَشَابِهَةٌ. شَعَرَتِ الْمَلِكَةُ بِالْحَرَجِ الشَّدِيدِ؛ لَكِنَّهَا اِنْتَبَهَتْ فَجْأَةً إِلَى قُفْلِ قِلَادَتِهَا تَحْتَ لُبْدَةِ الْأَسَدِ. صَاحَتِ الْمَلِكَةُ: زَوْجِي هُوَ مَنْ يَقِفُ هَذَا الْأَسَدُ خَلْفَهُ.
ضَحِكَ الْأَخَوَانِ، وَاِقْتَرَبَ الْمَلِكُ الشَّابُّ مِنْ زَوْجَتِهِ الْمَلِكَةِ سَعِيدًا. وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، أَقَامَ الْمَلِكُ حَفْلًا فِي الْقَصْرِ، ثُمَّ وَدَّعَ أَخَاهُ. لَمْ يَقْبَلِ الصَّيَّادُ أَنْ يَبْقَى فِي مَدِينَةِ التِّنِّينِ، وَقَالَ لِأَخِيهِ الْمَلِكِ الشَّابِّ: أَنَا لَمْ أَحْصُلْ عَلَى صَيْدٍ كَبِيرٍ حَتَّى الْآنَ!
وَعِنْدَمَا حَلَّ اللَّيْلُ، ذَهَبَ الْمَلِكُ وَالْمَلِكَةُ إِلَى غُرْفَتِهِمَا مُتْعَبَيْنِ. بَدَّلَ الْمَلِكُ الشَّابُّ ثِيَابَهُ، ثُمَّ تَمَدَّدَ عَلَى السَّرِيرِ. نَظَرَتِ الْمَلِكَةُ إِلَى زَوْجِهَا مُتَعَجِّبَةً، ثُمَّ قَالَتْ: لِمَاذَا كُنْتَ تَضَعُ سَيْفًا حَادًّا بَيْنَنَا فِي الْفَتْرَةِ الْمَاضِيَةِ؟ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ تَقْتُلَنِي!
عَرَفَ الْمَلِكُ الشَّابُّ أَنَّ أَخَاهُ فَعَلَ ذَلِكَ، فَنَدِمَ أَنَّهُ غَضِبَ مِنْ أَخِيهِ الْوَفِيِّ الْمُخْلِصِ.
You can buy our stories on Amazon. They are also available on other Amazon Marketplaces. Type the author’s name (Mansour Seraj) on the search bar.
(1) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (High Beginners)

(2) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Low Intermediate)

(3) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Intermediate)

(4) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Upper Intermediate)

(5) Juha: 50 Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Low Intermediate)
