عَلِي بَابَا

عَلِي بَابَا

The following Arabic short story is for lower intermediate learners of Arabic. We took it from a short story book entitled Ali Baba. Kamel Kilani is the author of the story. He wrote it for native speakers of Arabic. So, it is in a more advanced Arabic. We have simplified and abridged the story to make it suitable for learners of Arabic as an additional language. 

source: alarabiya.net

فِي قَدِيمِ الزَّمَانِ، عَاشَ أَخَوَانِ فَقِيرَانِ. اِسْمُ الْأَخِ الْأَكْبَرِ قَاسِمٌ، وَاسْمُ الْأَخِ الْأَصْغَرِ عَلِي بَابَا. وَبَعْدَ أَنْ كَبِرَ قَاسِمٌ، تَزَوَّجَ اِبْنَةَ تَاجِرٍ غَنِيٍّ. وَبَعْدَ أَنْ مَاتَ التَّاجِرُ الْغَنِيُّ، وَرِثَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ مَالَ أَبِيهَا. أَعْطَتِ الزَّوْجَةُ الْمَالَ لِقَاسِمٍ؛ فَعَمِلَ قَاسِمٌ فِي التِّجَارَةِ. أَصْبَحَ قَاسِمٌ رَجُلًا غَنِيًّا جِدًّا. اِشْتَرَى قَاسِمٌ بَيْتًا كَبِيرًا، وَأَرْضًا وَاسِعَةً، وَمَلَابِسَ كَثِيرَةً.

وَبَعْدَ أَنْ كَبِرَ عَلِي بَابَا، تَزَوَّجَ اِمْرَأَةً فَقِيرَةً جِدًّا. عَاشَ عَلِي بَابَا فِي بَيْتٍ صَغِيرٍ جِدًّا. كَانَ الْبَيْتُ بَارِدًا دَائِمًا؛ لِأَنَّ الْفِرَاشَ قَلِيلٌ جِدًّا. كَانَ قَاسِمٌ يَرَى فَقْرَ أَخِيهِ، لَكِنَّهُ لَمْ يُسَاعِدْهُ، وَكَانَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ اِمْرَأَةً قَاسِيَةً جِدًّا. كَانَ عَلِي بَابَا يَعْمَلُ حَطَّابًا، وَكَانَ يَمْلِكُ ثَلَاثَةَ حَمِيرٍ. كَانَ عَلِي بَابَا يَأْخُذُ الْحَمِيرَ إِلَى الْغَابَةِ. فِي الْغَابَةِ، كَانَ عَلِي بَابَا يَقْطَعُ الْأَشْجَارَ، ثُمَّ يَحْمِلُ الْخَشَبَ فَوْقَ حَمِيرِهِ، وَيَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ. كَانَ عَلِي بَابَا يَبِيعُ الْخَشَبَ، وَيَشْتَرِي بِثَمَنِهِ طَعَامًا.

وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، أَخَذَ عَلِي بَابَا حَمِيرَهُ وَذَهَبَ إِلَى الْغَابَةِ؛ كَيْ يَقْطَعَ حَطَبًا. قَطَعَ عَلِي بَابَا بَعْضَ الْأَغْصَانِ، ثُمَّ جَمَعَهَا فِي سِتِّ حُزَمٍ. أَرَادَ عَلِي بَابَا أَنْ يَحْمِلَ الْحُزَمَ، لَكِنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ أَحْصِنَةٍ مُسْرِعَةٍ. رَفَعَ عَلِي بَابَا رَأْسَهُ فَرَأَى فُرْسَانًا. خَافَ عَلِي بَابَا عَلَى نَفْسِهِ؛ فَرَبَطَ حَمِيرَهُ الثَّلَاثَةَ إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ تَسَلَّقَ الشَّجَرَةَ. غَطَّى عَلِي بَابَا نَفْسَهُ بِأَغْصَانِ الشَّجَرَةِ. نَظَرَ عَلَي بَابَا إِلَى الْفُرْسَانِ، وَهُوَ فَوْقَ الشَّجَرَةِ. تَوَقَّفَ الْفُرْسَانُ أَمَامَ صَخْرَةٍ كَبِيرَةٍ. عَدَّ عَلِي بَابَا الْفُرْسَانَ، فَكَانَ عَدَدُهُم أَرْبَعِينَ فَارِسًا. وَفِي الْمُقَدِّمَةِ، وَقَفَ رَجُلٌ قَوِيٌّ. عَرَفَ عَلِي بَابَا أَنَّ الرَّجُلَ الْقَوِيَّ هُوَ رَئِيسُ الْفُرْسَانِ. سَمِعَ عَلِي بَابَا كلَامَ الْفُرْسَانِ. قَالَ رَئِيسُ الْفُرْسَانِ: كَانَتْ أَمْوَالُ الْأَمْسِ كَثِيرَةً. ذَلِكَ التَّاجِرُ أَحْمَقُ. هَلْ سَرَقْتُم تِلَكَ الْجَوْهَرَةَ الَّتِي أَخْبَرْتُكُم؟ سَوْفَ نَقْسِمُ الْأَمْوَالَ بَيْنَنَا فِي نِهَايَةِ الْأُسْبُوعِ. أَخْرِجُوَا مَا سَرَقْتُم! هَيَّا!

عَرَفَ عَلِي بَابَا أَنَّ الْفُرْسَانَ هُمْ عِصَابَةٌ مِنَ اللُّصُوصِ. مَشَى رَئِيسُ اللُّصُوصِ إِلَى الْأَمَامِ، وَوَقَفَ أَمَامَ الصَّخْرَةِ الْكَبِيرَةِ. رَفَعَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ ذِرَاعَيهِ، وَقَالَ اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ!

فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ مِنْ مَكَانِهَا، وَظَهَرَ خَلْفَهَا كَهْفٌ. رَأَى عَلِي بَابَا اللُّصُوصَ يَدْخُلُونَ الْكَهْفَ. بَقِيَ اللُّصُوصُ فِي الْكَهْفِ مُدَّةً قَلِيلَةً، ثُمَّ خَرَجُوَا. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ، وَهُوَ يَرْفَعُ ذِرَاعَيْهِ: أَقْفِلْ يَا سِمْسِمُ!

تَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ، وَعَادَتْ إِلَى مَكَانِهَا. رَكِبَ اللُّصُوصُ أَحْصِنَتَهُم، وَغَادَرُوا.

قَالَ عَلِي بَابَا لِنَفْسِهِ: هَلْ يُخَبِّئُونَ كُنُوزَهُم هُنَا؟ ثُمَّ نَزَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ مُسْرِعًا. كَانَ عَلِي بَابَا مُتَحَمِّسًا؛ قَالَ عَلِي بَابَا لِنَفْسِهِ: لَقَدْ عَرَفْتُ سِرَّهُم! سَوْفَ أَفْتَحُ الْكَهْفَ؛ كَي أَرَى كُنُوزَهُم! وَقَفَ عَلِي بَابَا أَمَامَ الصَّخْرَةِ، وَرَفَعَ ذِرَاعَيْهِ. صَاحَ عَلِي بَابَا: اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ! فَتَحَرَّكَتِ الصَّخْرَةُ مِنْ مَكَانِهَا.

نَظَرَ عَلِي بَابَا إِلَى الْكَهْفِ ثُمَّ دَخَلَهُ. كَانَ الْكَهْفُ مَلِيئًا بِالْكُنُوزِ. نَظَرَ عَلِي بَابَا إِلَى الْجَوَاهِرِ وَالذَّهَبِ، وَقَالَ: هَلْ هَذَا حَقِيْقِيٌّ؟ أَنَا لَا أُصَدِّقُ مَا أَرَاهُ! سَمِعَ عَلِي بَابَا صَوْتًا فِي الْخَارِجِ؛ فَخَافَ أَنْ يَعُودَ اللُّصُوصُ. رَأَى عَلِي بَابَا صُنْدُوقًا جَمِيلًا. كَانَ الصُّنْدُوقُ مَلِيئًا بِالدَّنَانِيرِ. حَمَلَ عَلِي بَابَا الصُّنْدُوقَ، وَحَمَلَ أَكْيَاسًا مِنَ الدَّنَانِيرِ، ثُمَّ خَرَجَ مُسْرِعًا. وَضَعَ عَلِي بَابَا كُلَّ شَيْءٍ فَوْقَ الْحَمِيرِ، ثُمَّ وَضَعَ بَعْضَ الْحَطَبِ فَوْقَهُ؛ حَتَّى لَا يَعْرِفَ النَّاسُ أَنَّهُ يَحْمِلُ ذَهَبًا. رَفَعَ عَلِي بَابَا ذِرَاعَيْهِ وَصَاحِ: أَقْفِلْ يَا سِمْسِمُ! فَعَادَتِ الصَّخْرَةُ إِلَى مَكَانِهَا.

ذَهَبَ عَلِي بَابَا إِلى بَيْتِهِ. وَبَعْدَ أَنْ حَمَلَ الدَّنَانِيرَ إِلَى الْبَيْتِ، نَادَى زَوْجَتَهُ. ظَنَّتِ الزَّوْجَةُ أَنَّ عَلِي بَابَا سَرَقَ الدَّنَانِيرَ؛ فَصَاحَتْ: مِنْ أَيْنَ أَحْضَرْتَ هَذَا؟ هَلْ سَرَقْتَ يَا عَلِي بَابَا؟

اِبْتَسَمَ عَلِي بَابَا وَحَكَى لِزَوْجَتِهِ الْقِصَّةَ كُلَّهَا. قَالَ عَلِي بَابَا لِزَوْجَتِهِ: لَقَدْ سَرَقْتُ مِنَ اللُّصُوصِ. هَذِهِ لَيْسَتْ سَرِقَةً. ضَحِكَتِ الزَّوْجَةُ، وَقَالَتْ: نَعَمْ. كَلَامُكَ صَحِيحٌ. أَنَا سَعِيدَةٌ بِهَذَا الْمَالِ. لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَعُدَّ هَذِهِ الدَّنَانِيرَ؛ لِأَنَّهَا كَثِيرَةٌ. عِنْدِي فِكْرَةٌ! اِحْفِرْ حُفْرَةً يَا عَلِي بَابَا حَتَّى أَعُودَ.

سَأَلَ عَلِي بَابَا زَوْجَتَهُ: إِلَى أَيْنَ سَوْفَ تَذْهَبِينَ؟

أَجَابَتِ الزَّوْجَةُ: سَوْفَ أذْهَبُ إِلَى زَوْجَةِ أَخِيكَ. سَوْفَ أَطْلُبُ مِنْهَا مِيْزَانًا؛ كَيْ نَعْرِفَ وَزْنَ الدَّنَانِيرِ. قَالَ عَلِي بَابَا: لَنْ تُعْطِيكِ شَيْئًا. لَكِنَّ الزَّوْجَةَ ذَهَبَتْ إِلَى زَوْجَةِ قَاسِمٍ وَطَلَبَتْ مِنْهَا مِيزَانًا. أَرَادَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ أَنْ تَعْرِفَ الَّذِي مَعَ عَلِي بَابَا وَزَوْجَتِهِ. وَضَعَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ بَعْضَ الْعَسَلِ فِي الْمِيزَانِ؛ كَي يَلْتَصِقَ بِهِ شَيْءٌ مِنْ الَّذِي مَعَهُم. لَمْ تَنْتَبِهْ زَوْجَةُ عَلِي بَابَا لِلْعَسَلِ. وَعِنْدَمَا وَصَلَتْ إِلَى الْبَيْتِ، رَأَتْ عَلِي بَابَا يَحْفِرُ فِي سَاحَةِ الْبَيْتِ. قَالَ عَلِي بَابَا لِزَوْجَتِهِ: هَلْ أَعْطَتْكِ مِيْزَانًا؟ إِنَّهَا الْمَرَّةُ الْأُوْلَى الَّتِي تُعْطِينَا شَيْئًا.

وَزَنَتِ الزَّوْجَةُ الدَّنَانِيرَ، ثُمَّ وَضَعَتْهَا فِي الْحُفْرَةِ الَّتِي حَفَرَهَا عَلِي بَابَا. غَطَّى عَلِي بَابَا الْحُفْرَةَ بِالتُّرَابِ. عَادَتِ الزَّوْجَةُ إِلَى زَوْجَةِ قَاسِمٍ؛ كَي تُعِيدَ الْمِيْزَانَ. أَخَذَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ الْمِيْزَانَ فَرَأَتْ دِينْارًا مُلْتَصِقًا بِالْعَسَلِ. عَرَفَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ أَنَّ عَلِي بَابَا يَمْلِكُ مَالًا كَثِيرًا. قَالَت الزَّوْجَةُ لِنَفْسِهَا: إِنَّهُ مَالٌ كَثيرٌ جِدًا؛ وَبِسَبَبِ هَذَا طَلَبُوا مِيْزَانًا. كَانَتْ زَوْجَةُ قَاسِمٍ تَشْعُرُ بِالْغَضَبِ وَالْغَيْرَةِ؛ فَذَهَبَتْ إِلَى زَوْجِهَا، وَقَالَتْ: اُنْظُرْ إِلَى أَخِيكَ! إِنَّهُ لَيْسَ فَقِيرًا. إِنَّهُ كَاذِبٌ وَمُخَادِعٌ. إِنَّهُ أَغْنَى مِنَّا!

لَمْ يُصَدِّقْ قَاسِمٌ زَوْجَتَهُ؛ فَأَعْطَتْهُ الدِّينَارَ الَّذِي اِلْتَصَقَ بِالْعَسَلِ. نَظَرَ قَاسِمٌ إِلَى الدِّيْنَارِ وشَعَرَ بِالْغَيْرَةِ وَالْغَضَبِ. قَالَ قَاسِمٌ: يَجِبُ أَنْ أَعْرِفَ الْحَقِيقَةَ. ثُمَّ لَبِسَ مَلَابِسَهُ وَخَرَجَ مُسْرِعًا. طَرَقَ قَاسِمٌ بَابَ بَيْتِ أَخِيهِ بِقُوَّةٍ، وَهُوَ يَصِيحُ: اِفْتَحْ يَا عَلِي بَابَا! اِفْتَحْ!

سَأَلَ قاسِمٌ أَخَاهُ عَنْ الدِّينَارِ؛ فَأَخْبَرَهُ عَلِي بَابَا بِكُلِّ شَيْءٍ. قَالَ عَلِي بَابَا: هَلْ تُرِيدُ أَنْ نَقْسِمَ الْمَالَ بِيْنَنَا يَا أَخِي؟ أَنَا مُوَافِقٌ.

ظَلَّ قَاسِمٌ غَاضِبًا، قَال: أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَعْرِفَ مَكَانَ الْكَنْزِ. إِذَا لَمْ تُخْبِرْنِي، فَسَوْفَ أُخْبِرُ الْقَاضِيَ عَنْكَ.

قَالَ عَلِي بَابَا: أَنَا لَسْتُ خَائِفًا يَا أَخِي؛ لَأَنَّنِي لَمْ أَسْرِقْ هَذَا الْمَالَ. لَكِنَّنِي أُحِبُّكَ كَثِيرًا، وَلَنْ أَرْفُضَ لَكَ طَلَبًا. سَوْفَ أُخْبِرُكُ بِمَكَانِ الْكَنْزِ... لَكِنَّنِي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنَ اللُّصُوصِ.

صَاحَ قَاسِمٌ: لَا تُحَاوِلْ أَنْ تَخْدَعَنِي! أَخْبِرْنِي عَنْ مَكَانِ كَهْفِ اللُّصُوصِ. وَبَعْدَ أَنْ أَخْبَرَهُ عَلِي بَابَا، ذَهَبَ إِلَى الْغَابَةِ وَمَعَهُ عَشَرَةُ حَمِيرٍ. وَعِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى كَهْفِ اللُّصُوصِ، صَاحَ: اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ! وَدَخَلَ. خَافَ قَاسِمٌ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدٌ خَلْفَهُ وَيَدْخُلَ الْكَهْفَ؛ فَصَاحَ: أَغْلِقْ يَا سِمْسِمُ! ثُمَّ نَظَرَ إِلَى الْكُنُوزِ وَالْمُجَوْهَرَاتِ وَالذَّهَبِ، وَهُوَ يَبْتَسِمُ. بَقِي قَاسِمٌ يَتَأَمَّلُ الْكُنُوزَ الْكَثِيرَةَ مُدَّةً طَوِيلَةً، ثُمَّ رَاحَ يَخْتَارُ أَغْلَى الْمُجَوْهَرَاتِ وَالتُّحَفِ وَيَضَعُهَا فِي كِيسٍ. لَمْ يُفَكِّرْ قَاسِمٌ فِي اللُّصُوصِ. وَمَرَّتْ سَاعَاتٌ طَوِيلَةٌ وَهُوَ يَجْمَعُ كَنْزَهُ. وَبَعْدَ أَنْ مَلَأَ عَشْرَةَ أَكْيَاسٍ، قَرَّرَ أَنْ يُغَادِرَ. وَقَفَ قَاسِمٌ أَمَامَ الصَّخْرَةِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَذَكَّرْ كَلِمَةَ السِّرِّ. خَافَ قَاسِمٌ مِنْ اللُّصُوصِ؛ فَصَاحَ: اِفْتَحْ يَا شَعِيرُ. لَكِنَّ الصَّخْرَةَ لَمْ تَتَحَرَّكْ. صَاحَ مَرَّةً أُخْرَى: اِفْتَحْ يَا حِمَّصُ! اِفْتَحْ يَا قَمْحُ! اِفْتَحْ يَا عَدَسُ! مَا هَذَا؟! مَاذَا كَانَتْ كَلِمَةُ السِّرِّ؟ مَاذَا أَفْعَلُ الْآنَ؟! سَوْفَ يأَتِي اللُّصُوصُ وَيَقْتُلُونَنِي! هَذَا عِقَابٌ عَلَى طَمَعِي! لِمَاذَا أَغْلَقْتُ الصَّخْرَةَ خَلْفِي؟ لِمَاذَا جِئْتُ إِلَى هُنَا؟ كَانَ مَعِي مَالٌ كَثِيرٌ وَتِجَارَةٌ! مَاذَا أَفْعَلُ؟ اِفْتَحْ يَا فُولُ! لِمَاذَا لَا يَفْتَحُ؟ بَكَى قَاسِمٌ.

وَبَعْدَ قَلِيلٍ، رَجِعَ اللُّصُوصُ إِلَى كَهْفِهِم. رَأَى اللُّصُوصُ أَمَامَ الْكَهْفِ عَشَرَةَ حَمِيرٍ. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: أَظُنُّ أَنَّ لِصًّا صَغِيرًا دَخَلَ إِلَى كَهْفِنَا. أَخْرِجُوا سَكَاكِينَكُم؛ سَوْفَ نَقْتُلُهُ. وَفِي الدَّاخِلِ صَاحَ قَاسِمٌ: نَعَم! لَقَدْ تَذَكَّرْتُ! اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ!

سَحَبَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ سَيْفَهُ، وَصَاحَ: اِفْتَحْ يَا سِمْسِمُ! فَتَحرَّكَتِ الصَّخْرَةُ. رَأَى قَاسِمٌ اللُّصُوصَ أَمَامَهُ؛ فَصَاحَ خَائِفًا وَهَرَبَ، لَكِنَّ اللُّصُوصَ أَمْسَكُوهُ. ضَرَبَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ رَأْسَ قَاسِمٍ بِسَيْفِهِ؛ فَقَتَلَهُ. قَطَّعَ اللُّصُوصُ جِسْمَ قَاسِمٍ إِلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ، وَوَضَعُوا كُلَّ قِسْمٍ فِي زَاوِيَةٍ. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: عِنْدَمَا نَعُودُ، سَوْفَ نَعْرِفُ إِنْ كَانَ مَعَهُ شُرَكَاءُ. ثُمَّ غَادَرَوا.

وَعِنْدَمَا جَاءَ اللَّيْلُ، شَعَرَتِ زَوْجَةُ قَاسِمٍ بِالْقَلَقِ عَلَى زَوْجِهَا؛ فَذَهَبَتْ إِلَى بَيْتِ عَلِي بَابَا. قَالَتْ زَوْجُةُ قَاسِمٍ لِعَلِي بَابَا: إِنَّ زَوْجِيَ لَمْ يَعُدْ حَتَّى الْآنَ يَا عَلِي بَابَا. إِنَّنِي قَلِقَةٌ عَلَيْهِ. لَقَدْ خَرَجَ فِي الصَّبَاحِ وَلَمْ يَعُدْ حَتَّى الْآنَ!

شَعَرَ عَلِي بَابَا بَالْقَلَقِ لَكِنَّهُ قَالَ لِزَوْجَةِ أَخِيهِ: لَا تَقْلَقِي يَا زَوْجَةَ أَخِي. رُبَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْقَى فِي الْغَابَةِ حَتَّى لَا يَرَاهُ النَّاسُ. قَالَتِ الزَّوْجَةُ: هَذَا صَحِيحٌ. رُبَّمَا أَرَادَ ذَلِكَ. وَعَادَتْ إِلَى بَيْتِهَا؛ كَيْ تَنْتَظِرَ زَوْجَهَا. وَبَعْدَ مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، عَادَتِ الزَّوْجَةُ إِلَى بَيْتِ عَلِي بَابَا، وَقَالَت: قَلْبِي غَيْرُ مُرْتَاحٍ أَبَدًا يَا عَلِي بَابَا. أَنَا قَلِقَةٌ جِدًّا. إِنَّهُ لَمْ يَعُدْ حَتَّى الْآنَ. حَاوَلَ عَلَي بَابَا وَزَوْجَتُهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْ زَوْجَةِ قَاسِمٍ، لَكِنَّهُم لَمْ يَسْتَطِيعُوا. ظَلَّتِ الزَّوْجَةُ الْقَلِقَةُ تَبْكِي.

وَفِي الصَّبَاحِ، أَخَذَ عَلِي بَابَا حَمِيرَهُ الثَّلَاثَةَ وذَهَبَ إِلَى الْكَهْفِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ، رَأَى جُثَّةَ أَخِيهِ؛ فَبَكى. ثُمَّ جَمَعَ أَجْزَاءَ أَخِيهِ وَوَضَعَهَا فِي كِيسٍ، ثُمَّ وَضَعَ الْكِيسَ عَلَى حَمَارٍ. مَلَأَ عَلِي بَابَا كِيْسَينِ بِالذَّهَبِ وَوَضَعَهُمَا عَلَى الْحِمَارَينِ الْآخَرَيْنِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْبَيْتِ.

وَعِنْدَمَا حَمَلَ عَلِي بَابَا جُثَّةَ قَاسِمٍ إِلَى زَوْجَةِ أَخِيهِ، بَكَتْ؛ فَقَالَ لَهَا: لَا فَائِدَةَ مِنَ الْبُكَاءِ الْآنَ يَا زَوْجَةَ أَخِي. يَجِبُ أَنْ نَدْفِنَهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ النَّاسُ. إِذَا عَرَفَ اللُّصُوصُ فَسَوْفَ يَأْتُونَ إِلَى هُنَا وَيَقْتُلُونَنَا.

قَالَتِ الزَّوْجَةُ: وَكَيْفَ نَدْفِنُهُ؟ إِنَّ جُثَّتَهُ مُقَطَّعَةٌ! ثُمَّ عَادَتْ تَبْكِي. سَمِعَ عَلِي بَابَا طَرْقًا عَلَى الْبَابِ، ثُمَّ دَخَلَتْ خَادِمَةٌ صَغِيرَةٌ وَجَمِيلَةٌ. قَالَتِ الْخَادِمَةُ: سَيِّدَتِي، سَوْفَ أُحْضِرُ مِنْ يَخِيطُ جُثَّةَ سِيِّدِي. رَفَعَتِ الزَّوْجَةُ رَأْسَهَا، وَقَالَتْ: هَلْ تَقُولِينَ الصِّدْقَ يَا مَرْجَانَةُ؟ هَلْ يُوجَدُ شَخْصٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَخِيطَ جُثَّةَ زَوْجِي.

أَجَابَتْ مَرْجَانَةُ: نَعَمْ. سَوْفَ أَذْهَبُ الْآنَ؛ كَيْ أُحْضِرَ خَيَّاطًا.

ثُمَّ خَرَجَتْ مُسْرِعَةً إِلَى دُكَّانِ خَيَّاطٍ مَاهِرٍ. كَانَ اِسْمُ الْخَيَّاطِ بَابَا مُصْطَفَى. أَعْطَتْ مَرْجَانَةُ الْخَيَّاطَ دِيْنَارَيْنِ، وَطَلَبَتْ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ مَعَهَا. وَعِنْدَمَا اِقْتَرَبَا مِنَ الْبَيْتِ، رَبَطَتْ مِنْدِيلًا حَوْلَ عَيْنَيْهِ؛ حَتَّى لَا يَعْرِفَ الْبَيْتَ. وَبَعْدَ أَنْ دَخَلَا الْبَيْتَ، سَحَبَتْهُ إِلَى إِحَدْى الْغُرَفِ. رَفَعَتْ مَرْجَانَةُ الْمِنْدِيلَ عَنْ عَيْنَيِ الْخيَّاطِ.

كَانَتِ الْغُرْفَةُ مُظْلِمَةٌ، لَكِنَّ الْخَيَّاطَ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَرَى الْجُثَّةَ الْمُمَزَّقَةَ. وَبَعْدَ أَنْ خَاطَ الْجُثَّةَ، أَعْطَتْهُ مَرْجَانَةُ دِينَارًا، ثُمَّ رَبَطَتْ عَيْنَيْهِ، وَأَعَادَتْهُ إِلَى دُكَّانِهِ. عَادَتْ مَرْجَانَةُ إِلَى الْبَيْتِ، وَسَاعَدَتْ سَيِّدَتَهَا وَعَلِي بَابَا فِي دَفْنِ قَاسِمٍ. وَبَعْدَ أَنْ دَفَنُوهُ، اِنْتَقَلَ عَلِي بَابَا إِلَى بَيْتِ أَخِيهِ. سَكَنَ عَلِي بَابَا فِي بَيْتِ أَخِيهِ، وَعَمِلَ فِي تِجَارَتِهِ.

وَبَعْدَ أَنْ عَادَ اللُّصُوصُ إِلَى الْكَهْفِ، لَمْ يَجِدُوَا جُثَّةَ قَاسِمٍ. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: لَقَدِ اِخْتَفَتِ الْجُثَّةُ! نَحْنُ نَعْلَمُ الْآنَ أَنَّ مَعَ ذَلِكَ الرَّجُلِ شُرَكَاءَ. يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْهُم.

ثُمَّ أَرْسَلَ وَاحِدًا مِنَ اللُّصُوصِ إِلَى الْمَدِينَةِ. بَحَثَ اللِّصُّ طَوَالَ الْيَوْمِ، وَطَوَالَ اللَّيْلِ. وَعِنْدَمَا جَاءَ الْفَجْرُ، رَأَى اللِّصُّ رَجُلًا يَمْشِي فِي السُّوقِ؛ فَتَبِعَهُ. فَتَحَ الرَّجُلُ دُكَّانًا، وَجَلَسَ، وَهُوَ يَحْمِلُ ثَوْبًا. اِقْتَرَبَ اللِّصُّ مِنَ الرَّجُلِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَسَأَلَهُ: كَيْفَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَعْمِلَ وَالدُّنْيَا مُظْلِمَةٌ؟!

أَجَابَ الرَّجُلُ مُتَفَاخِرًا: أَنَا أَمْلِكُ بَصَرًا قَوِيًّا. لَقَدْ اِسْتَطَعْتُ، قَبْلَ أُسْبُوعٍ، أَنْ أَخِيطَ جُثَّةَ رَجُلٍ مُقَطَّعَةً فِي غُرْفَةٍ مُظْلِمَةٍ.

سَأَلَ اللِّصُّ: جُثَّةٌ مُقَطَّعَةٌ؟ مَا هَذَا الْكَلَامُ؟

أَجَابَ الْخَيَّاطُ بَابَا مُصْطَفَى: نَعَمْ. أَنَا لَمْ أَسْأَلْ عَنْ شَيْءٍ؛ لَقَدْ جَاءَتْ إِلَيَّ فَتَاةٌ صَغِيرَةٌ وَأَعْطَتْنِي مَالًا ثمَّ رَبَطَتْ عَيْنَي. لَقَدْ أَعْطَوْنِي الْكُثِيرَ مِنَ الْمَالِ. اللَّهُ وَحْدُهُ يَعْلَمُ مَنْ قَطَّعَ ذَلِكَ الرَّجُلَ.

سَأَلَ اللِّصُّ: هَلْ هُوَ شَخْصٌ مَعْرُوفٌ فِي الْمَدِينَةِ؟

أَجَابَ الْخَيَّاطُ: أَنَا لَا أَعْلَمُ. أَخْبَرْتُكَ أَنَّ الْغُرْفَةَ كَانَتْ مُظْلِمَةً.

سَأَلَ اللِّصُّ: هَلْ تَعْرِفُ مَكَانَ الْبَيْتِ؟

قَالَ الْخَيَّاطُ: هَلْ تَفْهَمُ يَا رَجُلُ؟ قُلْتُ لَكَ إِنَّهَا رَبَطَتْ عَيْنَيَّ.

قَالَ اللِّصُّ: قُمْ مَعِي؛ رُبَّمَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَذَكَّرَ.

أَعْطَى اللِّصُّ الْخَيَّاطَ دِيْنَارًا؛ فَقَامَ الْخَيَاطُ. مَشَى الْخَيَّاطُ وَمَعَهُ اللِّصُّ. تَوَقَّفَ الْخَيَّاطُ، وَقَالَ: هُنَا رَبَطَتْ مِنْدِيلًا حَوْلَ عَينَيَّ.

أَخْرَجَ اللِّصُّ مِنْدِيلًا وَرَبَطَ عَيْنَيِّ الْخَيَّاطِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: تَذَكَّرِ الْآنَ.

مَشَى الْخَيَّاطُ، وَمَشَى اللِّصُّ خَلْفَهُ. وَقَفَ الْخَيَّاطُ بَعْدَ مُدَّةٍ وَقَالَ: هَذَا هُوَ بَيْتُهَا. نَظَرَ اللِّصُّ إِلَى الْبَيْتِ، ثُمَّ رَسَمَ خَطًّا عَلَى بَابِ الْبَيْتِ، وَعَادَ إِلَى اللُّصُوصِ، وأَخْبَرَهُم بِكُلِّ شَيْءٍ.

كَانَتْ مَرْجَانَةُ وَاقِفَةً أَمَامَ النَّافِذَةِ. رَأَتْ مَرْجَانَةُ بَابا مُصْطَفَى وَاللِّصَّ؛ فَعَرَفَتِ الْخُطَّةَ. خَرَجَتْ مَرْجَانَةُ مِنَ الْبَيْتِ، وَرَسَمَتْ خَطًّا عَلَى كُلِّ أَبْوَابِ الْبُيُوتِ الْقَرِيبَةِ، ثُمَّ عَادَتْ إِلَى الْبَيْتِ.

وَفِي اللَّيْلِ، ذَهَبَ اللُّصُوصُ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَجَدَ اللُّصُوصُ عَلَى كُلِّ الْأَبْوَابِ خَطَّا؛ فَعَادُوا. غَضِبَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ مِنَ اللِّصِّ وَقَتَلَهُ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، أَرْسَلَ لِصًّا آخَرَ. ذَهَبَ اللِّصُّ إِلَى بَابَا مُصْطَفَى. وَعِنْدَمَا وَقَفَ أَمَامَ الْبَيْتِ، رَسَمَ دَائِرَةً وَعَادَ إِلَى اللُّصُوصِ. خَرَجَتْ مَرْجَانَةُ مِنَ الْبَيْتِ وَرَسَمَتْ دَائِرَةً عَلَى أَبْوابِ كُلِّ الْبُيُوتِ الْقَرِيبَةِ. وَعِنْدَمَا ذَهَبَ اللُّصُوصُ فِي اللَّيْلِ، لَمْ يَجِدُوا الْبَيْتَ؛ فَعَادُوا. غَضِبَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ، وَقَتَلَ اللِّصَّ الْآخَرَ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، ذَهَبَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ إِلَى بَابَا مُصْطَفَى، وَعَرَفَ مَكَانَ الْبَيْتِ. سَأَلَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ عَنْ صَاحِبِ الْبَيْتِ، وَعَنْ عَائِلَتِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى السُّوقِ.

عَادَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ إِلَى الْكُهْفِ، وَمَعَهُ أَرْبَعُونَ جَرَّةً. وَضَعَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ فِي جَرَّتَيْنِ زَيْتًا. وَوَضَعَ فِي كُلِّ جَرَّةٍ مِنَ الْجِرَارِ الْبَاقِيَةِ لِصًّا. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: سَوْفَ نَذْهَبُ إِلَى بَيْتِ عَدُوِّنَا. وَعِنْدَمَا أَرْمِي عَلَيْكُم حَجَرًا، سَوْفَ تَخْرُجُونَ، وَتَقْتُلُونَ كُلَّ مَنْ فِي الْبَيْتِ.

لَبِسَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ ثِيَابَ تَاجِرٍ، وَذَهَبَ إِلَى بَيْتِ عَلِي بَابَا، وَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَاجِرُ زَيْتٍ. قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: لَقَدْ كُنْتُ أَزُورُ قَاسِمًا كُلَّ عَامٍ. أَيْنَ هُوَ؟

أَجَابَ عَلِي بَابَا: رَحِمَ اللَّهُ أَخِي قَاسِمًا. لَقَدْ مَاتَ قَبْلَ أَيَّامٍ.

قَالَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ: مَاتَ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَا بِاللَّهِ. رَحِمَهُ اللَّهُ. لَنْ أُزْعِجَكُم. سَوْفَ أُغَادِرُ الْآنَ.

قَالَ عَلِي بَابَا: لَا، لَنْ تَذْهَبَ مِنْ هُنَا. لَقَدْ كُنْتَ صَاحِبَ أَخِي؛ يَجِبُ أَنْ أُكْرِمَكَ. اُدْخُلْ! ثُمَّ نَادَى: يَا مَرْجَانَةُ! قُولِي لِلْخَدَمِ أَنْ يَحْمِلُوا هَذَهِ الْجِرارَ إِلَى سَاحَةِ الْبَيْتِ. وَجَهِّزِي غُرْفَةً لِتَاجِرِ الزَّيْتِ، صَاحِبِ أَخِي.

حَمَلَتْ مَرْجَانَةُ الطَّعَامَ إِلَى عَلِي بَابَا وَتَاجِرِ الزَّيْتِ، ثُمَّ خَرَجَتْ كَيْ تُحْضِرَ مِصْبَاحًا. وَجَدَتْ مَرْجَانَةُ إِنَاءَ الزَّيْتِ فَارِغًا. قَالَتْ مَرْجَانَةُ لِنَفْسِهَا: مَتَى اِنْتَهَى الزَّيْتُ؟ هَلْ أَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ الْآنَ؟ إِنَّ الْوَقْتَ مُتَأَخِّرٌ. يَجِبُ أَنْ أَذْهَبَ.

وَعِنْدَمَا خَرَجَتْ مَرْجَانَةُ، رَأتِ الْجِرَارَ فِي السَّاحَةِ؛ فَقَالَتْ: سَوْفَ آخُذُ زَيتًا مِنْ هَذِهِ الْجِرَارِ. وَعِنْدَمَا اِقْتَرَبَتْ مِنَ الْجِرَارِ، سَمِعَتْ صَوْتًا مُنْخَفِضًا يَتَكَلَّمُ؛ فَخَافَتْ. اِقْتَرَبَتْ مَرْجَانَةُ مِنْ الْجِرَارِ الْأُخْرَى؛ فَسَمِعَتْ أَصْوَاتَ رِجَالٍ. وَجَدَتْ مَرْجَانَةُ زَيْتًا فِي جَرَّتَيْنِ فَقَطْ. مَلَأَتْ مَرْجَانَةُ الْإِنَاءَ بِالزَّيْتِ، ثُمَّ عَادَتْ إِلَى الْبَيْتِ. عَرَفَتْ مَرْجَانَةُ خُطَّةَ اللُّصُوصِ. وَضَعَتْ مَرْجَانَةُ الزَّيْتَ فِي الْمِصْبَاحِ، وَأَخَذَتْهُ إِلَى عَلِي بَابَا، ثُمَّ خَرَجَتْ. وَضَعْتْ مَرْجَانَةُ وِعَاءً كَبِيرًا عَلَى النَّارِ، وَسَكَبَتْ كُلَّ الزَّيْتِ الَّذِي فِي الْجَرَّتَيْنِ. تَرَكَتْ مَرْجَانَةُ الزَّيْتَ عَلَى النَّارِ حَتَّى غَلَى. فَتَحَتْ مَرْجَانَةُ كُلَّ الْجِرَارِ وَسَكَبَتْ الزَّيْتَ الْمَغْلِيَّ حَتَّى قَتَلَتْ كُلَّ اللُّصُوصِ.

وَفِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ، رَمَى رَئِيسُ اللُّصُوصِ حَجَرًا، ثُمَّ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ ثَلَاثَةً، لَكِنَّ رِجَالَهُ لَمْ يَتَحَرَّكُوا. خَرَجَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ غَاضِبًا. وَعِنْدَمَا رَأَى رَئِيسُ اللُّصُوصِ رِجَالَهُ مَقْتُولِينَ، غَضِبَ وَشَدَّ شَعْرَهُ وَلِحْيَتَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ، وَهُوَ يَصْرُخُ. وَفِي الصَّبَاحِ، عَرَفَ عَلِي بَابَا بِمَا حَدَثَ؛ فَشَكَرَ مَرْجَانَةَ، وَدَفَنَ اللُّصُوصَ.

عَادَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ إِلَى الْكَهْفِ حَزِينًا. كَانَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ يَذْهَبُ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْكَهْفِ، وَيُنَادِي رِجَالَهُ كُلَّهُم، ثُمَّ يَبْكِي، وَيَلْطِمُ وَجْهَهُ. وَبَعْدَ أَشْهُرٍ طَوِيلَةٍ، قَرَّرَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ أَنْ يَنْتَقِمَ. فَذَهَبَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَاِشْتَرَى دُكَّانًا قَرِيبًا مِنْ بَيْتِ عَلِي بَابَا. كَانَ رَئِيسُ اللُّصُوصِ يُنَادِي اِبنَ قَاسِمٍ وَيُحَدِّثُهُ طَوِيلًا، وَيُعْطِيهِ الْهَدَايَا. وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، طَلَبَ اِبْنُ قَاسِمٍ مِنْ عَمِّهِ عَلِي بَابَا أَنْ يَدْعُوَ التَّاجِرَ الطَّيِّبَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَافَقَ عَلِي بَابَا.

حَمَلَتْ مَرْجَانَةُ الطَّعَامَ إِلَى عَلِي بَابَا وَاِبْنِ أَخِيهِ وَالتَّاجِرِ الطَّيِّبِ. نَظَرَتْ مَرْجَانَةُ إِلَى التَّاجِرِ، فَرَأَتْ فِي حِزَامِهِ سِكِّينًا كَبِيرًا. نَظَرَتْ مَرْجَانَةُ إِلَى وَجْهِ التَّاجِرِ فَعَرَفَتْ أَنَّهُ رَئِيسُ اللُّصُوصِ. عَرَفَتْ مَرْجَانَةُ خُطَّةَ رَئِيسِ اللُّصُوصِ؛ فَلَبِسَتْ أَجْمَلَ ثِيَابِهَا، ثُمَّ عَادَتْ إِلَى الْغُرْفَةِ. قَالَتْ مَرْجَانَةُ: إِنَّنِي سَعِيدَةٌ بِزِيَارَتِكَ أَيُّهَا التَّاجِرُ الطِّيبُ. إِنَّ سَيِّدِي اِبْنَ قَاسِمٍ يَتَحَدَّثُ عَنْكَ كَثِيرًا. أُرِيدُ أَنْ أَرْقُصَ الْآنَ؛ كَيْ أُرَحِبَّ بِكَ.

رَقَصَتْ مَرْجَانَةُ، ثُمَّ اِقْتَرَبَتْ مِنَ رَئِيسِ اللُّصُوصِ، وَسَحَبَتْ سِكِّينَهُ. طَعَنَتْ مَرْجَانَةُ قَلْبَ رَئِيسِ اللُّصُوصِ. صَاحَ اِبْنُ قَاسِمٍ غَاضِبًا: مَاذَا فَعَلْتِ؟ لِمَاذَا قَتَلْتِ التَّاجِرَ الطَّيِّبَ؟

قَالَتْ مَرْجَانَةُ: إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ هُوَ زَعِيمُ اللُّصُوصِ الَّذِينَ دَفَنَّاهُم قَبْلَ مُدَّةٍ. لَقَدْ جَاءَ كَيْ يَنْتَقِمَ مِنَّا.

نَظَرَ عَلِي بَابَا إِلَى وَجْهِ رَئِيْسِ اللُّصُوصِ ثُمَّ صَاحَ: نَعَم! إِنَّهُ هُوَ! إِنَّكِ فَتَاةٌ ذَكِيَّةٌ يَا مَرْجَانَةُ!

شَكَرَ عَلِي بَابَا وَاِبْنُ أَخِيهِ مَرْجَانَةَ، ثُمَّ دَفَنَا رَئِيسَ اللُّصُوصِ. قَالَ عَلِي بَابَا لِابْنِ أَخِيهِ: إِنَّ هَذَهِ الْفَتَاةَ ذَكِيَّةٌ جِدًّا. إِنَّهَا كَنْزٌ لَكَ يَا اِبْنَ أَخِي. عَلَيْكَ أَنْ تَتَزَوَّجَهَا.

تَزَوَّجَتْ مَرْجَانَةُ بِابْنِ قَاسِمٍ. وَبَعْدَ مُدَّةٍ، ذَهَبَ عَلِي بَابَا إِلَى الْكَهْفِ، وَجَمَعَ الْكَنْزَ، وَعَادَ إِلَى الْمَدِينَةِ. قَسَّمَ عَلِي بَابَا الْكَنْزَ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ: قِسْمٌ لَهُ، وَقِسْمٌ لِابْنِ قَاسِمٍ، وَقِسْمٌ لِمَرْجَانَةَ الذَّكِيَّةِ.

Arabic Reading Comprehension Test (20)

Read the Story عَلِي بَابَا and answer the following questions.

(1) أَخَذَ قَاسِمٌ مَعَهُ إِلَى الْغَابَةِ .......................

There are no comments for this article at this moment. Add new comment .

Your email address will not be published. Required fields are marked *

@