الفلَّاحُ الْمَظْلُومُ

الفلَّاحُ الْمَظْلُومُ

This is an Arabic short story for beginners, namely for non-Arabs. It is taken from a book entitled The Legends of Nations. This book is written by Quadri Qualaji. The original text is in more advanced Arabic. This Arabic short story for beginners has been abridged and simplified to be suitable for learners of Arabic as a foreign language. 

source: alamy.com

فِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، رَجِعَ فَلَّاحٌ مِنْ حَقْلِهِ مُتْعَبًا. كَانَ الْفَلَّاحُ يَسْحَبُ خَلْفَهُ حِمَارًا جَمِيلًا. مَشَى الْفَلَّاحُ قُرْبَ نَهْرِ النِّيْلِ. كَانَ أَمَامَ النَّهْرِ بَيْتٌ كَبِيرٌ وَجَمِيلٌ. كَانَ صَاحِبُ الْبَيْتِ رَجُلًا غَنِيًّا وَمَغْرُورًا. كَانَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ يَنْظُرُ مِنَ النَّافِذَةِ. رَأَى الرَّجُلُ الْغَنِيُّ الْفَلَّاحَ الْفَقِيرَ وَحِمَارَهُ. ظَلَّ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ يَنْظُرُ إِلَى الْحِمَارِ حَتَّى اِقْتَرَبَ الْفَلَّاحُ مِنَ الْبَيْتِ. قَالَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ لِنَفْسِهِ: هَذَا الْحِمَارُ جَمِيلٌ جِدًّا؛ يَجِبُ أَنْ أَحْصُلَ عَلَيْهِ.

أَخَذَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ بَعْضَ مَلَابِسِهِ الْجَمِيلَةِ، وَوَضَعَهَا عَلَى الطَّرِيقِ. اِنْتَظَرَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ الْفَلَّاحَ حَتَّى أَصْبَحَ أَمَامَ الْبَيْتِ. صَاحَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ: اِنْتَبِهْ! لَا تَمْشِ فَوْقَ مَلَابِسِي! إِذَا لَمِسْتَهَا بِقَدَمِكَ سَوْفَ أُعَاقِبُكَ!

هَزَّ الْفَلَّاحُ رَأْسَهُ، وَتَحَرَّكَ مُبْتَعِدًا. مَشَى الْفَلَّاحُ بَيْنَ الزَّرْعِ كَيْ يَبْتَعِدَ عَنِ مَلَابِسِ الرَّجُلِ الْغَنِيّ. صَاحَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ: هَلْ تَمْشِي فَوْقَ زَرْعِي؟ أَنْتَ رَجُلٌ أَحْمَقُ!

صَاحَ الْفَلَّاحُ: أَنْتَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَمْشِيَ بَعِيدًا عَنْ مَلَابِسَكَ! أَيْنَ أَمْشِي إِذَنْ؟ أَنَا لَمْ أَمْشِ فَوْقَ الزَّرْعِ وَأَقْتُلْهُ. إِنَّ زَرْعَكَ سَلِيمٌ.

صَاحَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ: لَقَدْ أَكَلَ حِمَارُكَ مِنْ زَرْعِي؛ سَوْفَ آخُذُ حِمَارَكَ عِقَابًا لَكَ.

صَاحَ الْفَلَّاحُ: تَأْخُذُ حِمَارِي بِسَبَبِ قَلِيلٍ مِنْ زَرْعِكَ؟ هَذَا ظُلْمٌ!

قَالَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ: لَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ عَلَيَّ؛ سَوْفَ أَشْتَكِي بِكَ إِلَى الْحَاكِمِ.

قَالَ الْفَلَّاحُ: أَنْتَ تُعَامِلُنِي بِظُلْمٍ! مَاذَا يَبْقَى لِي إِذَا أَخْذَتَ هَذَا الْحِمَارَ؟

ضَحِكَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ، وَقَالَ: لَا يَمْلِكُ الرَّجُلُ الْفَقِيرُ إِلَّا اِسْمَهُ. هَكَذَا تَقُولُ الْأَمْثَالُ. إِذَا أَخَذْتُ حِمَارَكَ، يَبْقَى لَكَ اِسْمَكَ.

صَاحَ الْفَلَّاحُ: لَا. خُذِ اسِمْي وَاتْرُكْ لِي حِمَارِي؛ أَنَا لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَعِيْشَ بِدُونِ حِمَارٍ.

قَالَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ بِغَضَبٍ: اُصْمُتْ أَيُّهَا الْفَلَّاحُ الْغَبِيُّ! إِذَا لَمْ تَصْمُتْ، سَوْفَ أُرْسِلُكَ إِلَى عَالَمِ الصَّمْتِ.

صَاحَ الْفَلَّاحُ: أَرْسِلْنِي إِلَى عَالِمِ الصَّمِتِ. أَنَا لَا أَهْتَمُّ! سَوْفَ أَظَلُّ أَصِيحُ حَتَّى تَرُدَّ لِي حِمَارِي.

أَمَرَ الرَّجُلُ الْغَنِيُّ عَبِيدَهُ أَنْ يَضْرِبُوا الْفَلَّاحَ؛ فَخَرَجَ الْعَبِيدُ وَضَرَبُوَا الْفَلَّاحَ ضَرْبًا شَدِيدًا. كَانَ الْفَلَّاحُ يَصْرِخُ، لَكِنَّ الرَّجُلَ الْغَنِيَّ أَخَذَ الْحِمَارَ وَعَادَ إِلَى بَيْتِهِ، وَهُوَ يَبْتَسِمُ. حَمَلَ الْعَبِيدُ الْفَلَّاحَ وَرَمُوهُ فِي الطَّرِيقِ. بَقِيَ الْفَلَّاحُ عَلَى الطَّرِيقِ سَاعَةً كَامِلَةً. وَحِينَ اِسْتَيْقَظَ، قَامَ وَقَالَ لِنَفْسِهِ: سَوْفَ أَشْتَكِي بِهَذَا اللِّصِّ إِلَى الْحَاكِمِ. سَوْفَ يُعِيدُ الْحَاكِمُ حِمَارِي.

ذَهَبَ الْفَلَّاحُ إِلَى الْمَدِينَةِ. طَلَبَ الْفَلَّاحُ مِنَ الْحَرَسِ أَنْ يَسْمَحُوا لَهُ بِالدُّخُولِ، لَكِنَّهُم قَالُوا لَهُ: اِذْهَبِ الْآنَ. لَنْ يَرَاكَ الْحَاكِمُ؛ لَقَدْ أَظْلَمَتِ السَّمَاءُ. مَشَى الْفَلَّاحُ فِي طُرُقَاتِ الْمَدِينَةِ، وَهُوَ يَتَأَلَّمُ. كَانَ الْفَلَّاحُ يَشْعُرُ بِالْجُوعِ، لَكِنَّهُ لَا يَمْلِكُ مَالًا. جَلَسَ الْفَلَّاحُ فِي الطَّرِيقِ كَيْ يَنْتَظِرَ الصَّبَاحَ. طَلَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ. رَفَضَ الْحَرَسُ أَنْ يُدْخِلُوا الْفَلَّاحَ، وَقَالُوا لَهُ: الْوَقْتُ بَاكِرٌ جِدًّا! الْحَاكِمُ يَسْتَيْقِظُ مُتَأَخِّرًا؛ فَعَادَ الْفَلَّاحُ إِلَى الطَّرِيقِ. وَبَعْدَ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ، دَخَلَ الْفَلَّاحُ إِلَى الْقَصْرِ. وَقَفَ الْفَلَّاحُ أَمَامَ الْحَاكِمِ وَأَخْبَرَهُ عَنِ الرَّجُلِ الْغَنِيّ. كَانَ الْفَلَّاحُ رَجُلًا فَصِيحًا. أُعْجِبَ الْحَاكِمُ بِكَلَامِ الْفَلَّاحِ. قَالَ الْحَاكِمُ لِحُرَّاسِهِ: خُذُوا هَذَا الْفَلَّاحَ إِلَى السِّجْنِ.

صَاحَ الْفَلَّاحُ، لَكِنَّ الْحَاكِمَ لَمْ يَتَكَلَّمْ. وَبَعْدَ أُسْبُوعٍ، ذَهَبَ الْحَاكِمُ إِلَى الْمَلِكِ وَأَخْبَرَهُ عَنِ الْفَلَّاحِ. سَمِعَ الْمَلِكُ كُلَّ كَلَامِ الْحَاكِمِ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا كَانَ هَذَا الْفَلَّاحُ يَمْلِكُ لِسَانًا جِمِيلًا، فِإِنَّهُ يُعْجِبْنِي. اِسْجُنْهُ وَاِذْهَبْ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ، وَاَكْتُبْ كُلَّ كَلَامِهِ، ثُمَّ أَرْسِلْ لِي كَلِمَاتِهِ مَكْتُوبَةً كَيْ أَقْرَأَهَا. أَنَا أُحِبُّ الْكَلِمَاتِ الْجَمِيلَةَ كَثِيرًا.

عَادَ الْحَاكِمُ إِلَى قَصْرِهِ، وَذَهَبَ إِلَى الْفَلَّاحِ. سَمِعَ الْحَاكِمُ شَكْوَى الْفَلَّاحِ وَكَتَبَهَا. ظَنَّ الْفَلَّاحُ أَنَّ الْحَاكِمَ سَوْفَ يُعِيدُ لَهُ حِمَارَهُ. لَكِنَّ الْحَاكِمَ جَاءَ فِي الْيَومِ التَّالِي وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُخْبِرَهُ عَنْ شَكْوَاهُ، ثُمَّ كَتَبَهَا. ظَلَّ الْحَاكِمُ يَذْهَبُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَكْتُبُ شَكْوَى الْفَلَّاحِ وَيُرْسِلُهَا إِلَى الْمَلِكِ.

كَانَتْ كَلِمَاتِ الْفَلَّاحِ جَمِيلَةً، لَكِنَّ الْمَلِكَ كَانَ يَشْعُرُ أَنَّهَا تَقْتُلُهُ. كَانَ الْمَلِكُ يَقْرأُ كَلَامَ الْفَلَّاحِ وَيَمْسَحُ صَدْرَهُ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَشْعُرُ أَنَّهَا مِثْلُ السُّيُوفِ. وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ، أَرْسَلَ الْمَلِكُ إِلَى الْحَاكِمِ رِسَالَةً. أَمَرَ الْمَلِكُ الْحَاكِمَ أَنْ يَقْتُلَ الْفَلَّاحَ؛ كَيْ يَتَخَلَّصَ مِنْ شَكْوَاهُ الْفَصِيحَةِ.

(1) مَشَى اْلفَلَّاحُ ...................... نَهْرِ النِّيْلِ.

There are no comments for this article at this moment. Add new comment .

Your email address will not be published. Required fields are marked *

@