This is an Arabic short story for beginners. It is for non-native speakers of Arabic. We took it from a story book entitled The Myths of the West. The author of this story is Sulaiman Mazhar. The original text is for native speakers of Arabic. So, it is in a more advanced Arabic. This Arabic short story for beginners has been abridged and simplified to make it suitable for foreign learners of Arabic.
كَانَ الرِّجالُ يَأْتُونَ إِلَى المَلِكِ، وَكَانَ المَلِكُ يَذْهَبُ إِلَى اِبْنَتِهِ، وَكَانَتِ الأَمِيرَةُ تَرْفُضُ كُلَّ الرِّجَالِ. وَبَعْدَ أَنْ غَضِبَتِ الأَمِيرَةُ وَتَعِبَتْ، قَالَتْ: لَنْ أَتَزَوَّجَ إِلَّا رَجُلًا يُحْضِرُ لِي نَجْمَةً مِنَ السَّمَاءِ. وَبَعْدَ هَذَا الشَّرْطِ، لَمْ يَذْهَبْ أَيُّ رَجُلٍ إِلَى المَلِكِ. وَبَقِيَ القَصْرُ هَادِئًا، حَتَّى حَضَرَ شَابٌّ صَغِيرٌ، وَقَالَ: سَوْفَ أُحْضِرُ لِلأَمِيرَةِ نَجْمَةً مِنَ السَّمَاءِ.
نَظَرَتِ الأَمِيرَةُ إِلَى الشَّابِّ، وَقَالَتْ: أَنْتَ مَجْنُونٌ. لَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحْصُلَ عَلَى نَجْمَةٍ مِنَ السَّمَاءِ.
كَانَ الشَّابُّ وَاثِقًا مِنْ نَفْسِهِ، فَلَمْ يُجِبْ. قَالَ المَلِكُ: إِذَا لَمْ تَعُدْ بِالنَّجْمَةِ قَتَلْنَاكَ. سَيَكُونُ هَذَا جَزَاءً لِكُلِّ مَنْ يَتَحَدَّى ثُمَّ يَفْشَلْ.
خَرَجَ الشَّابُّ مِنَ القَصْرِ وَاثِقًا. ذَهَبَ الشَّابُّ إِلَى الجِبَالِ؛ كَانَ الشَّابُّ يَظُنُّ أَنَ الجِبَالَ العَالِيَةَ سَوْفَ تَرْفَعُهُ عَالِيًا حَتَّى يُمْسِكَ نَجْمَةً. وَبَقِيَ مُدَّةً طَوِيلَةً يَتَسَلَّقُ جَبَلًا عَالِيًا، وَحِينَمَا وَصَلَ، شَعَرَ أَنَّ النُّجُومَ قَرِيبَةٌ، فَمَدَّ يَدَهُ، لَكِنَّهَا كَانَتْ بَعِيدَةً كَثيرًا. وَظَلَّ مُدَّةً طَوِيلَةً يَبْحَثُ عَنْ جَبَلٍ آخَرَ، لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُمْسِكَ بِنَجْمَةٍ. تَعِبَ الشَّابُّ، وَعَرَفَ سَبَبَ هَذَا الشَّرْطِـ، عَرَفَ أَنَّ الأَمِيرَةَ لَمْ تُرِدْ الزَّوَاجَ. وَبَكَى الشَّابُّ حَينَ تَذَكَّرَ أَنَّ المَلِكَ سَوْفَ يَقْتُلُهُ إِنْ عَادَ. وَفَجْأَةً، سَمِعَ الشَّابُّ صَوْتًا قَوِيًّا، وَكَانَتِ الأَرْضُ تَهْتَزُ تَحْتَهُ. وَعِنْدَمَا نَظَرَ الشَّابُّ، رَأَى عِمْلَاقًا ضَخْمًا يَقْتَرِبُ مِنْهُ. خَافَ الشَّابُّ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَتَحَرَّكَ. سَأَلَ العِمْلَاقُ الشَّابَّ: لِمَاذَا تَبْكِي يَا بُنَيَّ؟ لِمَاذَا أَنْتَ هُنَا؟ هَلْ ضَاعَ عَلَيْكَ شَيءٌ؟
أَجَابَ الشَّابُّ الخَائِفُ: أَنَا حَزِينٌ لِأَنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَعُودَ إِلَى قَرْيَتِي. سَوْفَ أَمُوتُ إِنُ عُدْتُ. لَقَدْ كُنْتُ مَغْرُورًا، وَقُلْتُ لِلأمِيرَةِ إِنِّي سَوْفَ أَحْضِرُ لَهَا نَجْمَةً. لَقَدْ تَسَلَّقْتُ جِبَالًا كَثِيرَةً، وَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُمْسِكَ نَجْمَةً.
قَالَ العِمْلَاقُ: لَا تَحْزَنْ يَا بُنَيَّ! اِصْعَدْ إِلَى كَتِفَيَّ، وَأَمْسِكْ عُنُقِي جِيِّدًا. وَعِنْدَمَا نَرْتَفِعُ فِي الفَضَاءِ، لَا تَنْظُرْ إِلَى الأَرْضِ أَبَدًا.
صَعَدَ الشَّابُّ إِلَى كَتِفِي العِمْلَاقِ، وَأَمْسَكَ بِهِ جَيِّدًا، وَأغْمَضَ عَيْنَيْهِ. شَعَرَ الشَّابُّ بِالعِمْلَاقِ يَرْتَفِعُ فِي الفَضَاءِ، وَشَعَرَ بِالرِّيَاحِ حَوْلَهُ. سَمِعَ الشَّابُّ العِمْلَاقَ يَقُولُ: اِفْتَحْ عَيْنَيْكَ يَا بُنَيَّ! مَاذَا تَرَى؟
فَتَحَ الشَّابُّ عَيْنَيْهِ، فَرَأى نُجُومًا كَثِيرَةً حَوْلَهُ، صَاحَ الشَّابُّ: نُجُومًا! نُجُومًا جَمِيلَةً!
هَتَفَ العِمْلَاقُ: أَسْرِعْ! أَمْسِكْ أَقْرَبَ نَجْمَةٍ مِنْكَ.
مَدَّ الشَّابُّ يَدَهُ، وَأَمْسَكَ نَجْمَةً. وَفَجْأَةً، اِخْتَفَى العِمْلَاقُ، وَبَقِي الشَّابُّ مُعَلَّقًا فِي الفَضَاءِ، وَهُوَ يُمْسِكُ النَّجْمَةَ بِقُوَّةٍ. وَفَجْأَةً، دَفَعَتْهُ الرِّيَاحُ إِلى الأَرْضِ، فَسَقَطَ عَلَى العُشْبِ. قَامَ الشَّابُّ، وَأَدْخَلَ النَّجْمَةَ إِلَى جَيْبِهِ، ثُمَّ مَشَى. لَمْ يَعْرِفِ الشَّابُّ الطَّرِيقَ إِلَى قَصْرِ المَلِكِ، لَكِنَّهُ ظَلَّ يَمْشِي. وَفِي الطَّرِيقِ، رَأَى ثَلَاثَةَ رِجَالٍ يَتَضَارَبُونَ. اِقْتَرَبَ الشَّابُّ مِنْهُم، وَسَأَلَهُم: لِمَاذَا تَتَضَارَبُونَ؟
أَجَابَ الرِّجَالُ: نَحْنُ الثَّلَاثَةُ أُخْوَةٌ. مَاتَ وَالِدُنَا، وَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا إِلَا هَذِهِ القُبَّعَةَ، وَلَا نَعْرِفُ كَيْفَ نَقْسِمُهَا بَيْنَنَا.
تَعَجَّبَ الشَّابُّ، وَقَال: تَتَضَارَبُونَ مِنْ أَجْلِ قُبَّعَةٍ؟ أَنْتُمْ أَغْبِياءٌ!
صَاحَ أَحَدُ الرِّجَالِ: لَا! لَسْنَا أَغْبِيَاءً. إِنَّ هَذِهِ الْقُبَعَّةَ ثَمِينَةٌ جِدًّا. إِنَّ مَنْ يَضَعْهَا عَلَى رَأْسِهِ يَخْتَفِي.
قَالَ الشَّابُّ: أُرِيدُ أَنْ أَرَاهَا، حَتَّى أَحْكُمَ بَيْنَكُم.
أَخَذَ الشَّابُّ الْقُبَّعَةَ، وَنَظَرَ إِلِيْهَا فِي تَعَجُّبٍ، ثُمَّ قَالَ: سَوْفَ أُجَرِّبُهَا.
صَاحَ أَحَدُ الرِّجَالِ: لَا! سَوْفَ تَخْتَفِي وَلَنْ نَرَاكَ ثَانِيَةً.
قَالَ الشَّابُّ: لَا تَخَافُوا! لَنْ أَضَعَهَا طَوِيلًا.
ثَبَّتَ الشَّابُّ القُبَّعَةَ عَلَى رَأْسِهِ وَاخْتَفَى. وَفِي هُدُوءٍ، اِبْتَعَدَ الشَّابُّ عَنْ الرِّجَالِ. وَكَانَ الرِّجَالُ يَنْتَظِرُونَ، وَبَعْدَ مُدَّةٍ قَالَ وَاحِدٌ مِنْهُم: لَقَدْ حَكَمَ بَيْنَنَا بِالعَدْلِ. لَا أَحَدَ يَمْلِكُ أَكْثَرَ مِنْ أَخِيهِ الآنَ! ثُمَّ تَعَانَقَ الإِخْوَةُ، وَعَادَ كُلٌّ مِنْهُم إِلَى بَيْتِهِ.
وَفِي الطَّرِيقِ، كَانَ الشَّابُّ يَسِيرُ مُسْرِعًا، وَهُوَ يَضَعُ القُبَّعَةَ. كَانَ الشَّابُّ سَعِيدًا لِأَنَّهُ خَفِيٌّ. قَالَ الشَّابُّ لِنَفْسِهِ: لَنْ يَسْتَطِيعَ أَحَدٌ أَنْ يَسْرِقَ مِنِي النَّجْمَةَ. ظَلَّ الشَّابُّ يَسِيرُ أَيَّامًا. وَفِي طَرِيقِه، رَأَى ثَلَاثَةَ رِجَالٍ يَتَضَارَبُونَ، وَبَيْنَهُم حِذَاءٌ كَبِيرٌ. نَزَعَ الشَّابُّ قُبَّعَةَ الِإخْفَاءِ، وَاَقْتَرَبَ مِنَ الرَّجَالِ، وَسَأَلَهُم: لِمَاذَا تَتَضَارَبُونَ؟
أَجَابَ الرِّجَالُ: نَحَنُ الثَّلَاثَةُ إِخْوَةٌ. مَاتَ أَبُونَا، وَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا إِلَا هَذَا الحِذَاءَ. وَلَا نَعْرِفُ كَيْفَ نَقْسِمُهُ بَيْنَنَا.
تَعَجَّبَ الشَّابُّ، وَقَالَ: تَتَضَارَبُونَ مِنْ أَجْلِ حِذَاءٍ قَدِيمٍ قَبِيحٍ؟ أَنْتُمْ أَغْبِياءٌ!
صَاحَ أَحَدُ الرِّجَالِ: لَا! لَسْنَا أَغْبِيَاءً. إِنَّ هَذَا الحِذَاءَ عَجِيبٌ جَدًّا، وَلَوْ دَفَعْتَ صُنْدُوقًا كَبِيرًا مِنَ الذَّهَبِ، فَلَنْ نُعْطِيك الحِذَاءَ أَبَدًا.
سَأَلَ الشَّابُّ: لِمَاذَا؟
أَجَابَ أَحَدُ الرِّجَالِ: إِنَّ هَذَا الحِذَاءَ يَنْقِلُكَ إِلَى المَكَانَ الَّذِي تُرِيدُهُ عِنْدَمَا تَلْبِسُهُ، وَلَنْ تَشْعُرَ بِتَعَبٍ أَبَدًا.
هَزَّ الشَّابُّ رَأْسَهُ وَقَالَ: لَا أُصَدِّقُ.
قَالَ الأَخُ الأَكْبَرُ: خُذْ وَجَرِّبْ.
رَفَضَ الشَّابُّ أَنْ يَأْخُذَ الحِذَاءَ، ثُمَّ أَخَذَهُ، وَنَظَرَ إِلَيْهِ بِتَعَجُّبٍ. لَبِسَ الشَّابُّ الحِذَاءَ القَدِيمَ، وَوَضَعَ قُبَّعَةَ الإِخْفَاءِ عَلَى رَأْسِهِ، وَاخْتَفَى عَنِ الأَنْظَارِ.
اِنْتَظَرَ الإِخْوَةُ طَوِيلًا، وَبَعْدَ مُدَّةٍ، عَرَفُوا أَنَّهُ لَنْ يَعُودَ، فَقَامُوَا وَتَعَانَقُوا، وَعَادَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيتِهِ. أَمَّا الشَّابُّ فَقَدْ طَارَ بِحِذَائِهِ وَقُبَّعَتِهِ مُسْرِعًا نَحْوَ قَصْرِ المَلِكِ. وَفِي الطَّرِيقِ، سَمِعَ أَصْوَاتَ شِجَارٍ؛ فَتَوَقَّفَ. قَالَ الشَّابُّ لِنَفْسِهِ: أَظُنُّ أَنَّنِي سَوْفَ أَرَى إِخْوَةً يَتَضَارَبُونَ بِسَبَبِ مِيرَاثٍ.
نَزَعَ الشَّابُّ قُبَّعَتَهُ، وَاِقَتَرَبَ مِنَ الرِّجَالِ الثَّلَاثَةِ. كَانَ الرِّجَالُ يَتَضَارَبُونَ بِسَبَبِ عَصًا تَرَكَهَا أَبُوهُمْ. كَانَتِ العَصَا غُصْنًا نَحِيلًا مِنْ شَجَرَةٍ. مَشَى الشَّابُّ وَتَرَكَهُمْ، لَكِنَّهُمْ لَحِقُوا بِهِ. قَالَ أَحَدُهُم: اُحْكُمْ بَيْنَنَا! هَذَهِ العَصَا مَسْحُورَةٌ. إِذَا غَرَسْتَهَا فِي الأَرْضِ سَاعَةَ الشِّجَارِ، حَمَتْكَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ مِنَ المَوتِ، وَأَصَابَتْ أَعْدَاءَكَ بِالطَّاعُونِ.
أَمْسَكَ الشَّابُّ العَصَا بِيَدٍ، وَوَضَعَ القُبَّعَةَ عَلَى رَأْسِهِ بِاليَدِ الأُخْرَى. وَعِنْدَمَا اِخْتَفَى الشَّابُّ، شَعَرَ الإِخْوَةُ بِالدَّهْشَةِ، وَبَحَثُوَا عَنِ الشَّابِّ طَوِيلًا. قَالَ الأَخُ الأَكْبَرُ: اِخْتَفَى! فَعَلَى أَيِّ شَيءٍ نَتَضَارَبُ؟
تَعَانَقَ الإِخْوَةُ، وَعَادَ كُلٌّ مِنْهُم إِلَى بَيْتِهِ. أَمَّا الشَّابُّ، فَقَدْ وَاصَلَ السَّيْرَ، حَتَّى رَأَى كُوخًا جَمِيلًا، فَذَهَبَ إِلَيْهِ. نَزَعَ الشَّابُّ قُبَّعَتَهُ، وَدَفَعَ بَابَ الكُوخِ. كَانَ فِي الكُوخِ عِمْلَاقَةٌ قَبِيحَةٌ، لَهَا أَنْيَابٌ حَادَةٌ، وَشَفَتَانِ زَرْقَاوَانِ، وَشَعَرٌ مُخِيفٌ. ضَحِكَتِ العِمْلَاقَةُ عِنْدَمَا رَأَتِ الشَّابَّ، وَقَالَتْ: وَأَخِيرًا لَحْمُ إِنْسَانٍ.
ثُمَّ أَغْلَقَتِ البَابَ بِسُرْعَةٍ. سَحَبَ الشَّابُّ عَصَاهُ وَقَالَ: لَحَمٌ؟ عَنْ أَيِّ لَحْمٍ تَتَحَدَّثِينَ؟ أَنَا نَحِيلٌ وَمَرِيضٌ. وَأَنْتِ اِمْرَأَةٌ جِمِيلَةٌ. لَا يَصِحُ أَنْ تَأْكُلِي لَحْمَ البَشَرِ. يَجِبُ أَنْ تَكُونِي زَوْجَةً لِأَمِيرٍ أَوْ مَلِكٍ يُحِبُّكِ.
شَعَرَتِ العِمْلَاقَةُ بِالسَّعَادَةِ بِسَبَبِ كَلَامِ الشَّابِّ، فَقَالَتْ: هَذَا كَلَامٌ جَمِيلٌ أَيُّهَا الشَّابُّ. أَنَا أَشْعُرُ بِالسَّعَادَةِ الآنَ، فَاطْلُبْ مَا تُرِيدُ مِنِّي.
شَكَرَ الشَّابُّ العِمْلَاقَةَ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى قَصْرِ المَلِكِ، وَقَدْ أَضَعْتُ الطَّرِيقَ. سَاعِدِينِي كَي أَصِلَ.
قَالَتِ العِمْلَاقَةُ: أَنَا لَمْ أَخْرُجْ مِنْ هَذَا المَكَانِ أَبَدًا، وَلَا أَعْرِفُ الطَّرِيقَ الَّذِي تُرِيدُ... لَكِنَّنِي سَوْفَ أُسَاعِدُكَ.
ثُمَّ خَرَجَتِ العِمْلَاقَةُ إِلَى حَدِيقَةِ الكُوخِ، وَنَادَتْ بَصَوْتٍ غَرِيبٍ. وَبَعْدَ دَقِيقَةٍ، اِجْتَمَعَتْ طُيُورٌ كَثِيرةٌ فِي الحَدِيقَةِ، وَاَنْتَظَرَتْ. نَظَرَتِ العِمْلَاقَةُ إِلَى طَائِرٍ كَبِيرٍ جِدًّا، وَقَالَتْ: أَنْتَ تَحْمِلُ البَشَرَ فَوْقَ ظَهْرِكَ. أَخْبِرْنِي أَيْنَ قَصْرُ المَلِكِ.
لَمْ يُجِبِ الطَّائِرُ عَلَى سُؤَالِ العِمْلَاقَةِ؛ فَأَخَذَتْهُ إِلَى البَيْتَ. وَحِينَمَا أَرَادَتْ أَنْ تَرْمِيَهُ فِي النَّارِ، صَاحَ الطَائِرُ: سَوْفَ أُخْبِرُكِ. فَقَالَتِ العِمْلَاقَةُ: خُذْ هَذَا الشَّابَّ إِلَى قَصْرِ المَلِكِ.
حَمَلَ الطَائِرُ الشَّابَّ عَلَى ظَهْرِهِ، وَطَارَ بِهِ إِلَى قَصْرِ المَلِكِ. وَهُنَاكَ، لَبِسَ الشَّابُّ قُبَّعَتَهُ، وَنَزَلَ يَبْحَثُ عَنْ غُرْفَةِ الأَمِيرَةِ. وَعِنْدَمَا وَجَدَهَا دَخَلَ، وَوَقَفَ صَامِتًا. كَانَتِ الأَمِيرَةُ جَالِسَةً عَلَى أَرِيكَةٍ، تُطَرِّزُ مِنْدِيلًا.
وَبَعْدَ دَقِيقَةٍ، نَادَتِ الأَمِيرَةُ خَادِمَتَهَا، وَطَلَبَتْ مِنَهَا أَنْ تُحْضِرَ كَأسًا مِنَ المَاءِ. وَحِينَمَا عَادَتِ الخَادِمَةُ، رَمَى الشَّابُّ فَرْعًا مِنَ النَّجْمَةِ، فِي المَاءِ. رَأَتِ الأَمِيرَةُ الفَرْعَ، فَنَادَتِ الخَادِمَةَ، وَطَلَبَتْ كَأْسًا آخَرَ. وَفِي الكَأْسِ الثَّانِي رَمَى الشَّابُّ فَرْعًا آَخَرَ. وَبَعْدَ أَنْ رَأَتِ الأَمِيرَةُ الفَرْعَ قَالَتْ: اِظْهَرْ أَيُّهَا الغَرِيبُ، وَلَيْسَ عَلَيْكَ عِقَابٌ.
رَفَعَ الشَّابُّ قُبَّعَتَهُ، فَسَأَلَتِ الأَمِيرَةُ: مَنْ أَنْتَ؟
أَجَابَ الشَّابُّ: أَنَا الشَّابُّ الَّذِي ذَهَبَ لِكِي يُحْضِرَ لَكِ نَجْمَةً مِنَ السَّمَاءِ.
تَذَكَّرَتِ الأَمِيرَةُ الشَّابَّ، فَقَالَتْ: وَهَلْ أَحْضَرْتَهَا؟
أَخْرَجَ الشَّابُّ النَّجْمَةَ مِنْ جَيْبِهِ، وَوَضَعَها فِي يَدِ الأَمِيرَةِ. كَانَتِ النَّجْمَةُ تَلْمَعُ بِقُوَّةٍ، فاِبْتَسَمَتِ الأَمِيرَةُ بِسَعَادَةٍ. حَكَى الشَّابُّ لِلأَمِيرَةِ قِصَّتَهُ كَامِلَةً، فَقَالَتْ: أَنْتَ شَابٌّ شُجَاعٌ جِدًّا. لَكِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ أَنْ تَخْطِبَنِيَ الآنَ؛ لِأَنَّ أَبِي قَدْ خَرَجَ كَي يُحَارِبَ بَعْضَ أعْدَائِهِ. لَقَدْ هُزِمَ أَبِي فِي كَثِيرٍ مِنَ المَعَارِكِ... رُبَّمَا سَيمُوتُ!
بَكَتِ الأَمِيرَةُ بِحُزْنٍ، فَوَقَفَ الشَّابُّ وَقَالَ: أَخْبِرِينِي بِمَوْقِعِ المَعْرَكَةِ، وَسَوْفَ أَذْهَبُ إِلَيْهِ. وَبَعْدَ أَنْ أَخْبَرَتْهُ، لَبِسَ حِذَاءَهُ الْقَدِيمَ، وأَمْسَكَ عَصَاهُ، وَنَطَقَ مَوْقِعَ المَعْرَكَةِ. وَفَجْأَةً، وَجَدَ الشَّابُّ نَفْسَهُ قُرْبَ المَلِكِ. قَالَ الشَّابُّ: لَا تَحْزَنْ يَا مَوْلَايَ! سَوْفَ تَنْتَصِرُ.
ثُمَّ غَرَسَ عَصَاهُ فِي الأَرْضِ. وَفَجْأَةً، سَقَطَ الأعْدَاءُ. شَعَرَ الشَّابُّ أَنَّ جَيْشًا خَفِيًّا يَقْتُلُهُمْ. وَسَقَطَ أَلْفٌ، ثُمَّ أَلْفٌ آَخَرُ، ثُمَّ لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ. عَانَقَ المَلِكُ الشَّابَّ بِسَعَادَةٍ، وَصَاحَ: سَوْفَ أُزَوِّجُكَ اِبْنَتِي رُغْمًا عَنْهَا، وَعَنْ نَجْمَتِهَا.
وَعِنْدَمَا عَادَ المَلِكُ إِلَى قَصْرِهِ، رَأَى اِبْنَتَهُ تَحْمِلُ النَّجْمَةَ اللَّامِعَةَ. وَقَبْلَ أَنْ يَسْأَلَ المَلِكُ، أَشَارَتِ الأَمِيرَةُ نَحْوَ الشَّابِّ؛ فَفَرِحَ المَلِكُ فَرَحًا كَبِيرًا، وَعَانَقَ الشَّابَّ مَرَّةً أُخْرَى. وَبَعْدَ أَيَّامٍ، أَقَامَ المَلِكُ حَفْلَ زِفَافِ اِبْنَتِهِ.