الْأَمِيــْــرَةُ الْقَاسِيــَــةُ

الْأَمِيــْــرَةُ الْقَاسِيــَــةُ

This is an Arabic short story for foreigners / for non-Arabs. It is taken from a series of long stories which Kamil Kilani wrote. The original text is in more advanced Arabic. This version has been abridged and simplified to be suitable for learners of Arabic as a foreign language. 

Image source: Hindawi Foundation for Education and Culture

فِي مَمْلَكَةٍ هِنْدِيَّةٍ قَدِيْمَةٍ، عَاشَ أَمِيرٌ صَغِيرٌ. كَانَ اِسْمُ الأَمِيرِ «كُوْسَا». كَانَ الْأَمِيرُ ذَكِيًّا جِدًّا، وَكَانَ شُجَاعًا، وَكَانَ يُتْقِنُ كُلَّ الْفُنُونِ؛ لَكِنَّ الْأَمِيرَ كَانَ قَبِيحًا. مَدَحَ النَّاسُ أَخْلَاقَ الْأَمِيرِ وَأَفْعَالَهُ؛ فَنَسُوا قُبْحَ وَجْهِهِ. لَقَدْ أَحَبَّ النَّاسُ الأَمِيرَ الصَّغِيرَ.

وَبَعْدَ أَنْ كَبُرَ الْأَمِيرُ كُوسَا، أَرَادَ أَبُوهُ الْمَلِكُ أَنْ يُزَوِّجَهُ. رَفَضَ الْأَمِيرُ كُوسَا أَنْ يَتَزَوَّجَ. قَالَ الْأَمِيرُ كُوسَا: لَنْ تُوَافِقَ اِمْرَأَةٌ عَلَى الزَّوَاجِ بِي.

قَالَ الْمَلِكُ: أَنْتَ ذَكِيٌّ، وَحَكِيمٌ، وَشُجَاعٌ؛ وَالنِّسَاءُ يُرِدْنَ الزَّوَاجَ مِنْكَ!

حَاوَلَ الْأَمِيرُ أَنْ يُقْنِعَ وَالِدَهُ لَكِنَّ الْمَلِكَ رَفَضَ. أَرَادَ الْمَلِكُ أَنْ يَبْحَثَ لِابْنِهِ عَنْ عَرُوسٍ. فَكَّرَ الْأَمِيرُ فِي حَلٍّ؛ فَصَنَعَ تِمْثَالًا مِنَ الذَّهَبِ. كَانَ التِّمْثَالُ جَمِيلًا جِدًّا. قَالَ الْأَمِيرُ لِوَالِدِهِ: إِذَا وَجَدْتُم فَتَاةً بِهَذَا اْلجَمَالِ، سَوْفَ أَتَزَوَّجُهَا.

كَانَ التِّمْثَالُ لِفَتَاةٍ جَمِيلَةٍ جِدًّا. حَزِنَ الْمَلِكُ وَقَالَ: لَا تُوجَدُ فَتَاةٌ بِهَذَا الْجَمَالِ أَبَدًا!

لَكِنَّ الْمَلِكَ أَرْسَلَ رُسُلًا كَيْ يَبْحَثُوا عَنْ فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ كَالتِّمْثَالِ. وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَعْوَامٍ، وَصَلَ رَسُولٌ إِلَى مَمْلَكَةَ «مَادَا». عَرَفَ الرَّسُولُ أَنَّ مَلِكَ مَادَا أَبٌ لِثَمَانِ بَنَاتٍ جَمِيلَاتٍ. عَرَفَ الرَّسُولُ أَنَّ الْأَمِيرَةَ الكُبْرَى جَمِيلَةٌ كَالتِّمْثَالِ. ذَهَبَ الرَّسُولُ إِلَى مَلِكِ مَادَا. أَخْبَرَ الرَّسُولُ الْمَلِكَ أَنَّ الْأَمِيرَ كُوسَا يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنْ اِبْنَتِهِ.

فَرِحَ الْمَلِكُ كَثِيرًا. كَانَ الْمَلِكُ قَدْ سَمِعَ عَنِ الْأَمِيرِ كُوسَا وَأَبِيهِ. وَافَقَ الْمَلِكُ عَلَى ذَلِكَ الزَّوَاجِ.

عَادَ الرَّسُولُ إِلَى مَمْلَكَةِ الْأَمِيرِ كُوسَا. أَخْبَرَ الرَّسُولُ الْمَلِكَ بِمَا وَجَدَ. فَرِحَ الْمَلِكُ كَثِيرًا، وَحَزِنَ كُوسَا. قَالَ كُوسَا لِأَبِيهِ: سَوْفَ تَهْرُبُ الْأَمِيرَةُ مِنِّي بَعْدَ أَنْ تَرَى وَجْهِي يَا أَبِي!

قَالَ الْمَلِكُ: لَنْ تَرَى الْأَمِيرَةُ وَجْهَكَ إِلَّا بَعْدَ عَامٍ كَامِلٍ؛ لِأَنَّ هَذِهِ هِيَ عَادَاتُنَا. سَوْفَ تُقَابِلُ زَوْجَتَكَ فِي مَكَانٍ مُظْلِمٍ.

قَالَ الْأَمِيرُ: لَكِنَّهَا سَوْفَ تَهْرُبُ بَعْدَ أَنْ تَرَانِي!

قَالَ الْمَلِكُ بِثِقَةٍ: سَوْفَ تَرَاكَ جَمِيلًا بِسَبَبِ أَخْلَاقِكَ، وَعَقْلِكَ، وَحِكْمَتِكَ!

لَمْ يَقْتَنِعِ الْأَمِيرُ بِكَلَامِ أَبِيهِ. وَبَعْدَ شَهْرٍ، ذَهَبَ الْأَمِيرُ لِيُحْضِرَ زَوْجَتَهُ. أُقِيمَ الْحَفْلُ فِي دَارٍ مُظْلِمَةٍ. دُهِشَتِ الْأَمِيرَةُ حِينَ رَأَتْ ذَلِكَ. عَرَفَتِ الْأَمِيرَةُ أَنَّ تِلْكَ عَادَةٌ قَدِيمَةٌ؛ فَصَمَتَتْ.

أَقَامَ الْأَمِيرُ مَعَ زَوْجَتِهِ فِي دَارٍ مُظْلِمَةٍ. أَحَبَّتِ الْأَمِيرَةُ كَلَامَ زَوْجِهَا، وَأَخْلَاقَهُ، وَأَفْعَالَهُ. كَانَ الْأَمِيرُ يُغَنِّي بِصَوْتٍ جَمِيلٍ، وَيَعْزِفُ عَلَى أَدَاوَتِ الْمُوسِيقَى، ويَحْكِي لِزَوْجَتِهِ الْكَثِيرَ مِنَ الْقِصَصِ. قَالَتِ الْأَمِيرَةُ لِنَفْسِهَا: لَيْسَ هُنَالِكَ رَجُلٌ أَجْمَلُ مِنْ زَوْجِي! لَيْسَ هُنَالِكَ رَجُلٌ أَعْقَلُ مِنْ زَوْجِي! لَيْسَ هُنَالِكَ رَجُلٌ أَطْيَبُ مِنْ زَوْجِي!

وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، أَرَادَتِ الْأمِيرَةُ أَنْ تَرَى وَجْهَ زَوْجِهَا. طَلَبَتِ الْأَمِيرَةُ مِنْ زَوْجِهَا أَنْ يُرِيَهَا وَجْهَهُ. خَافَ الْأَمِيرُ وَقَالَ لَهَا: اِصْبِري!

لَكِنَّ الْأَمِيرَةَ لَمْ تَصْبِرْ. طَلَبَتِ الْأَمِيرَةُ مِنَ الْخَدَمِ أَنْ يُحَقِّقُوَا لَهَا أُمْنِيَتَهَا. أَعْطَتِ الْأَمِيرَةُ الْخَدَمَ مَالًا. طَلَبَ الْخَدَمُ مِنَ الْأَمِيرَةِ أَنْ تَصْعَدَ إِلَى الطَّابَقِ الْأَعْلَى. طَلَبَ الْخَدَمُ مِنَ الْأَمِيرَةِ أَنْ تَنْظُرَ مِنَ النَّافِذَةِ. كَانَ الْأَمِيرُ كُوسَا يَسِيرُ فِي مَوْكِبٍ ضَخْمٍ. رَأَتِ الْأَمِيرَةُ النَّاسَ يُغَنُّونَ. رَأَتِ الْأَمِيرَةُ النَّاسَ يَرْمُونَ الْوُرُودَ. كَانَ النَّاسُ يُحَيُّونَ الْأَمِيرَ كُوسَا. رَأَتِ الْأَمِيرَةُ فِيلًا أَبْيَضًا. نَظَرَتِ الْأَمِيرَةُ إِلَى زَوْجِهَا بِفَرَحٍ. اِلْتَفَتَ الْأَمِيرُ كُوسَا. رَأَتِ الْأَمِيرَةُ وَجْهَ زَوْجِهَا. صَرَخَتِ الْأَمِيرَةُ بِخَوْفٍ. خَابَ أَمَلُ الْأَمِيرَةِ. غَضِبَتِ الْأَمِيرَةُ. نَزَلَتِ الْأَمِيرَةُ إِلَى غُرْفَتِهَا. حَمَلَتِ الْأَمِيرَةُ كُلَّ مَا تَمْلِكُ. رَجِعَتِ الْأَمِيرَةُ إِلىَ مَمْلَكَةِ مَادَا. نَسِيَتِ الْأَمِيرَةُ أَخْلَاقَ زَوْجِهَا.

حَزِنَ الْأَمِيرُ كُوسَا لِرَحِيلِ زَوْجَتِهِ. قَرَّرَ الْأَمِيرُ أَنْ يَلْحَقَ بِزَوْجَتِهِ. سَافَرَ الْأَمِيرُ إِلَى مَمْلَكَةِ مَادَا. خَلَعَ الْأَمِيرُ ثِيَابَهُ الْغَالِيَةَ. اِرْتَدَى الْأَمِيرُ ثِيَابًا قَدِيمَةً مُمَزَّقَةً حَتَّى لَا يَعْرِفُهُ أَحَدٌ. وَصَلَ الْأَمِيرُ إلَى مَمْلَكَةِ مَادَا مُنْتَصَفَ اللَّيْلِ. جَلَسَ الْأَمِيرُ وَعَزَفَ عَلَى قِيثَارَتِهِ. غَنَّى الْأَمِيرُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ. اِسْتَيْقَظَ سُكَّانُ الْقَصْرِ لِيَسْمَعُوا تِلْكَ الْمُوسِيقَى.

سَمِعَتِ الْأَمِيرَةُ الْغِنَاءَ. عَرَفَتِ الْأَمِيرَةُ صَوْتَ زَوْجِهَا. ظَنَّتِ الْأَمِيرَةُ أَنَّ زَوْجَهَا سَوْفَ يُعِيدُهَا بِالْقُوَّةِ. غَضِبَتِ الْأَمِيرَةُ وَنَامَتْ. لَكِنَّ أَحَدًا لَمْ يَعْرِفْ أَنَّهُ الْأَمِيرُ. لَمْ يُرِدِ الْأَمِيرُ أَنْ تَعُودَ زَوْجَتُهُ مُرْغَمَةً.

وَفِي الْيَّوْمِ التَّالِي، ذَهَبَ الْأَمِيرُ إِلَى دُكَّانِ بَائِعِ الفَخَّارِ. قَالَ الْأَمِيرُ: أَسْتَطِيعُ صِنَاعَةَ الْفَخَّارِ الْمَلَكِي. سَأَصْنَعُ لَكَ فُخَّارًا جِمِيلًا بِشَرْطِ أَنْ تَرْفَعَهُ إِلَى الْمَلِكِ إِنْ أَعْجَبَكَ.

وَافَقَ الْبَائِعُ عَلَى طَلَبِ الْأَمِيرِ. صَنَعَ الْأَمِيرُ أَقْدَاحًا جَمِيلَةً. أَعْجَبَتِ الْأَقْدَاحُ بَائِعَ الْفَخَّارِ. حَمَلَ الْبَائِعُ الْأَقْدَاحَ إِلَى الْقَصْرِ. أُعْجَبَتِ الْأَقْدَاحُ الْمَلِكَ. سَأَلَ الْمَلِكُ الْبَائِعَ عَنْ صَانِعِ الْأَقْدَاحِ. أَخْبَرَ الْبَائِعُ الْمَلِكَ عَنِ الصَّانِعِ. قَالَ الْمَلِكُ: أَعْطِ الشَّابَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَاحْمِلْ هَذِهِ الْأَقْدَاحَ إِلَى بَنَاتِي!

حَمَلَ الْبَائِعُ الْأَقْدَاحَ إِلَى الْأَمِيرَاتِ. فَرِحَتِ الْأَمِيرَاتُ مَا عَدَا الْأَمِيرَةِ الْكُبْرَى. عَرَفَتِ الْأَمِيرَةُ الْكُبْرَى أَنَّ صَانِعَ الْأَقْدَاحِ زَوْجُهَا. قَالَتِ الْأَمِيرَةُ لِلْبَائِعِ: اِرْمِ هَذَا الْقَدَحَ فِي وَجْهِ صَانِعِهِ، وَقُلْ لَهُ إِنِّي لَنْ أَقْبَلَ شَيئًا مِنْ يَدِهِ الْقَبِيحَةِ!

أَخْبَرَ الْبَائِعُ الْأَمِيرَ بِكَلَامِ الْأَمِيرَةِ؛ فَحَزِنَ الْأَمِيرُ كَثِيرًا. قَالَ الْأمِيرُ لِنَفْسِهِ: رُبَّمَا تُغَيِّرُ كَلَامَهَا بَعْدَ أَنْ تَرَانِي أَمَامَهَا. رُبَّمَا تَعْلَمُ أَنَّهَا قَسَتْ عَلَيَّ كَثِيرًا.

أَخَذَ الْأَمِيرُ الدَّنَانِيرَ مِنَ الْبَائِعِ. ذَهَبَ الْأَمِيرُ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ. فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، كَانَ طَبَّاخُ الْقَصْرِ يَبْحَثُ عَنْ مُسَاعِدٍ لَهُ. فَرِحَ الْأَمِيرُ وَذَهَبَ إِلَى الطَّبَّاخِ. اِخْتَبَرَ الطَّبَّاخُ الْأَمِيرَ فِي الطَّبْخِ. دُهِشَ الطَّبَّاخُ مِنْ مَهَارَةِ الْأَمِيرِ.

حَمَلَ الْخَدَمُ الطَّعَامَ. قَالَ الْمَلِكُ: هَذَا أَشْهَى طَعَامٍ أَكَلْتُهُ!

أَخْبَرَ الطَّبَّاخُ الْمَلِكَ عَنِ الشَّابِّ الْجَدِيدِ. أَعْطَى الْمَلِكُ الْأَمِيرَ أَلْفَ دِينَارٍ. أمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يَطْبُخَ الشَّابُ طَعَامَهُ وَطَعَامَ بَنَاتِهِ.

فَرِحَ الْأَمِيرُ بِذَلِكَ الْخَبَرِ. ظَنَّ الْأَمِيرُ أَنَّ زَوْجَتَهُ سَتَعُودُ مَعَهُ بَعْدَ هَذِهِ الْخُطَّةِ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، رَأَتِ الْأَمِيرَةُ زَوْجَهَا، وَهُوَ يَحْمِلُ الْأَطْبَاقَ. كَانَ الْأَمِيرُ يَرْتَدِي ثِيَابًا قَدِيمَةً مُتَّسِخَةً. كَانَ الْأَمِيرُ مُتْعَبًا لِأَنَّهُ عَمِلَ طَوَالَ الْيَوْمِ.

قَالَتِ الْأَمِيرَةُ: لَا أُرِيدُ أَنْ آكُلَ مِنْ طَعَامِكَ. اِجْعَلْ شَخْصًا آخَرَ يَطْبُخُ لِي!

غَضِبَتِ الْأَمِيرَاتُ مِنْ كَلَامِهَا. قَالَتِ الْأَمِيرَاتُ: لَقَدْ ظَلَمْتِ الشَّابَّ!

لَمْ تَعْتَرِفِ الْأَمِيرَةَ الْكُبْرَى بِخَطَئِهَا. شَعَرَ الْأَمِيرُ بِالْحُزْنِ وَالْأَلَمِ. عَرَفَ الْأَمِيرُ أَنْ زَوْجَتَهُ تَهْتَمُ بِالْمَظَاهِرِ فَقَطْ. قَرَّرَ الْأَمِيرُ أَنْ يَتْرُكَ زَوْجَتَهُ وَيَعُودَ إِلَى بِلَادِهِ.

وَقَبْلَ أَنْ يُغَادِرَ الْأَمِيرُ كُوسَا مَمْلَكَةَ مَادَا، سَمِعَ أَشْخَاصًا، يَتَحَدَّثُونَ عَنِ الْمَلِكِ. كَانَ الْمَلِكُ مَهْمُومًا؛ لِأَنَّ سَبْعَةَ مُلُوكٍ أَعْلَنُوا الْحَرْبَ عَلَيْهِ. فَزِعَ الْأَمِيرُ مِنْ ذَلِكَ الْخَبَرِ. سَألَ الْأَمِيرُ عَنِ السَّبَبِ. قَالَ رَجُلٌ: عَرَفَ سَبْعَةُ مُلُوكٍ أَنَّ الْأَمِيرَةَ الْكُبْرَى جَمِيلَةٌ جِدًّا. أَرَادَ كُلُّ مَلِكٍ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا؛ لِأَنَّهَا تَرَكَتْ زَوْجَهَا. لَمْ يَجِدِ الْمَلِكُ حَلًّا لِهَذِهِ الْحَرْبِ. قَرَّرَ الْمُسْتَشَارُونَ أَنْ تُقَطَّعَ الْأَمِيرَةُ إِلَى سَبْعِ قِطَعٍ مُتَسَاوِيَةٍ. قَرَّرَ الْمُسْتَشَارُونَ أَنْ يُعْطُوا كُلَّ مَلِكٍ قِطْعَةً. قَرَّرَ الْمُسْتَشَارُونَ أَنْ يُعَاقِبُوا الْأَمِيرَةَ؛ لِأَنَّهَا سَبَبُ الْحَرْبِ. لِمَاذَا هَرَبَتِ الْأَمِيرَةُ مِنْ قَصْرِ زَوْجِهَا؟!

جَرَى كُوسَا نَحْوَ الْقَصْرِ. كَانَ الْمَلِكُ جَالِسًا وَكَانَ حَزِينًا وَغَاضِبًا. دَخَلَ كُوسَا، وَهُوَ بِثِيَابِ الطَّبَّاخِ. قَالَ الْأَمِيرُ كُوسَا: سَوْفَ أَقْتُلُ هَؤُلَاءِ الْمُلُوكَ الظَّالِمِينَ، أَوْ أَمُوتُ بِشَجَاعَةٍ يَا مَوْلَاي!

صَاحَ الْمَلِكُ بِدَهْشَةٍ: هَلْ سَيُقَاتِلُ خَادِمٌ سَبْعَةَ مُلُوكٍ؟

أَخْبَرَ الْأَمِيرُ كُوسَا الْمَلِكَ بِحَقِيقَتِهِ. دُهِشَ الْمَلِكُ ثُمَّ غَضِبَ. نَادَى الْمَلِكُ اِبْنَتَهُ الْكُبْرَى. سَأَلَ الْمَلِكُ اِبْنَتَهُ: هَلْ هَذَا زَوْجُكِ؟

أَجَابَتِ الْأَمِيرَةُ بِغَضَبٍ: نَعَمْ! لَنْ أَعُودَ مَعَهُ يَا أَبِي!

صَاحَ الْمَلِكُ: يَا لِلْعَارِ! أَيَّتُهَا النَّاكِرَةُ!

طَرَدَ الْمَلِكُ اِبْنَتَهُ بِغَضَبٍ. طَلَبَ الْأَمِيرُ كُوْسَا مِنَ الْمَلِكِ أَنْ يُسَامِحَ اِبْنَتَهُ. ثُمَّ خَرَجَ الْأَمِيرُ لِيَقُودَ الْجَيْشَ. لَقِي الْأَمِيرُ كُوسَا الْجُيُوشَ السَّبْعَةَ. قَالَ الْأَمِيرُ: لِيَنْزِلْ كُلُّ مَلِكٍ إِلَى الْمَيْدَانِ. لِنَمْنَعِ الْحَرْبَ. إِذَا أَسَرْتُ الْمَلِكَ أَوْ قَتَلْتُهُ، يَنْسَحِبِ الْجَيْشُ؛ وَإِذَا قَتَلَنِي أَوْ أَسَرَنِي، يَتَزَوَّجُ الْأَمِيرَةَ!

وَافَقَ الْمُلُوكُ عَلَى اِقْتِرَاحِ الْأَمِيرِ كُوسَا. نَزَلَ الْمُلُوكُ السَّبْعَةُ إِلَى الْمَيْدَانِ. حَمَلَ كُلُّ مَلِكٍ سَيْفَهُ. بَارَزَ الْأَمِيرُ كُوسَا الْمُلُوكَ. وَقَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَسَرَ الْأَمِيرُ الْمُلُوكَ السَّبْعَةَ.

فَرِحَ مَلِكُ مَادَا وَطَلَبَ مِنَ الْأَمِيرِ كُوْسَا أَنْ يَحْكُمَ عَلِيهِم. قَالَ الْأَمِيرُ: هَؤُلَاءِ سَبْعَةُ مُلُوكٍ، وَعِنْدَكَ –يَا مَوْلَاي—سَبْعُ بَنَاتٍ. فَهَلْ تَأْذَنُ أَنْ يَتَزَوَّجَ كُلُّ مَلِكٍ أَمِيرَةً؟

فَرِحَ الْجَمِيعُ بِهَذَا الْحَلِّ. وَافَقَ الْمَلِكُ عَلَى ذَلِكَ الْحَلِّ. أَقَامَ الْمَلِكُ عُرْسًا كَبِيرًا لِبَنَاتِهِ. كَانَتِ الْأَمِيرَةُ الْقَاسِيَةُ تَنْظُرُ إِلَى أَخَوَاتِهَا بِحُزْنٍ. نَظَرَتِ الْأَمِيرَةُ الْقَاسِيَةُ إِلَى زَوْجِهَا كُوْسَا. كَانَ الْمُلُوكُ السَّبْعَةُ يُحَدِّثُونَ الْأَمِيرَ كُوْسَا. شَعَرَتِ الْأَمِيرَةُ الْقَاسِيَةُ بِالْوَحْدَةِ. عَرَفَتِ الْأَمِيرَةُ الْقَاسِيَةُ أَنَّ زَوْجَهَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ مَلِكٍ عَظِيمٍ وَجَمِيلٍ. نَدِمَتِ الْأَمِيرَةُ عَلَى تَرْكِهَا لِزَوْجِهَا. تَذَكَّرَتِ الْأَمِيرَةُ أَخْلَاقَ زَوْجِهَا وَأَفْعَالِهِ. قَالَتِ الْأَمِيرَةُ لِنَفْسِهَا: لَنْ يُسَامِحَنِي!

بَكَتِ الْأَمِيرَةُ الْقَاسِيَةُ فِي غُرْفَتِهَا. دَخَلَتِ الْخَادِمَةُ إِلَى الْغُرْفَةِ. أَخْبَرَتِ الْخَادِمَةُ الْأَمِيرَةَ أَنَّ الْأَمِيرَ كُوسَا يُرِيدُ أَنْ يُحَدِّثَهَا. فَرِحَتِ الْأَمِيرَةُ كَثِيرًا. رَكَضَتِ الْأَمِيرَةُ نَحْوَ زَوْجِهَا. جَلَسَتِ الْأَمِيرَةُ عِنْدَ قَدَمَي زَوْجِهَا، وَهِي تَبْكِي. قَالَتِ الْأَمِيرَةُ: أَنَا آسِفَةٌ! سَامِحْنِي!

طَلَبَ الْأَمِيرُ مِنْ زَوْجَتِهِ أَن تَقِفَ. اِبتَسَمَ الْأَمِيرُ وَسَأَلَ زَوْجَتَهُ: هَلْ سَتَعُودِينَ مَعِي رُغْمَ قُبْحِي؟

نَظَرَتِ الْأَمِيرَةُ إِلَى وَجْهِ زَوْجِهَا. صَاحَتِ الْأَمِيرَةُ: أَنْتَ لَسْتَ قَبِيحًا يَا عَزِيزِي! أَنَا أَرَاكَ جَمِيلًا جِدًّا.

(1) رَفَضَ الأَمِيرُ كُوسَا أَنْ يَتَزَوَّجَ ......................

There are no comments for this article at this moment. Add new comment .

Your email address will not be published. Required fields are marked *

@