الْأَخَوَانِ: مَعْرَكَةُ التِّنِّينِ

الْأَخَوَانِ: مَعْرَكَةُ التِّنِّينِ

This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tales Collections. To make it more delightful, we have elaborated upon it in order to depict the characters’ emotions  and give it more meaning and humanity. For every behavior of the theirs, we gave a reason to rid the story of ambiguity and simplicity that is a distinctive feature of folktales. The story is meant for learners of Arabic as an additional language. Therefore, we have fully vowelized it to make it more readable and comprehensible. Additionally, sentence structures are tailored for non-Arab learners of Arabic. This Arabic story is suitable for intermediate and/or upper-intermediate learners.

فِي إِحْدَى الْمُدُنِ الصَّغِيرَةِ، عَاشَ أَخَوانِ. كَانَ أَحَدُ الْأَخَوَيْنِ غَنِيًّا، وَكَانَ الْآخَرُ فَقِيرًا. كَانَ الْغَنِيُّ صَائِغَ ذَهَبٍ، وَكَانَ الْفَقِيرُ صَانِعَ مَكَانِسَ وَحَطَّابًا. لَمْ يَكُنْ عِنْدَ الْأَخِ الْغَنِيِّ أَطْفَالٌ، وَكَانَ عِنْدَ الْأَخِ الْفَقِيرِ طِفْلَيْنِ تَوْءَمَيْنِ. كَانَ التَّوْءَمَانِ مُتَشَابِهَيْنِ جِدًّا، وَكَانَا يَذْهَبَانِ إِلَى مَنْزِلِ عَمِّهِمَا الْغَنِيِّ دَائِمًا. كَانَ الْعَمُّ قَاسِيَ الْقَلْبِ؛ وَلِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمَا أَوْ يَجْلِسُ مَعَهُمَا، وَكَانَتْ زَوْجَةُ الْعَمِّ تُعْطِيهِمَا بَعْضَ بَقَايَا الطَّعَامِ، وَتَسْمَحُ لَهُمَا بِالْبَقَاءِ فِي الْمَطْبَخِ.

وَفِي أَحَدِ الْأَيَّامِ، خَرَجَ الْأَخُ الْفَقِيرُ إِلَى الْغَابَةِ كَيْ يَجْمَعَ حَطَبًا.     وَبَعْدَ أَنِ اِنْتَهَى الْأَخُ الْفَقِيرُ مِنْ جَمْعِ الْحَطَبِ فِي حُزْمَةٍ كَبِيرَةٍ، رَأَى عُصْفُورًا ذَهَبِيًّا جَمِيلًا. اِنْبَهَرَ الْأَخُ الْفَقِيرُ بِجَمَالِ الْعُصْفُورِ، فَأَخَذَ حَجَرًا وَرَمَى بِهِ الْعُصْفُورَ. طَارَ الْعُصْفُورُ بَعِيدًا؛ لَكِنَّ رِيشَةً وَقَعَتْ مِنْهُ. أَخَذَ الْأَخُ الْفَقِيرُ الرِّيشَةَ وَتَفَحَّصَهَا، ثُمَّ قَرَّرَ أَنْ يَأْخُذَهَا إِلَى أَخِيهِ. وَبَعْدَ أَنْ عَادَ إِلَى الْبَيْتِ، وَضَعَ حُزْمَةَ الْحَطَبِ فِي فِنَاءِ الدَّارِ، ولَاعَبَ اِبْنَيْهِ التَّوْءَمَيْنِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى مَتْجَرِ أَخِيِهِ.

تَفَحَّصَ الْأَخُ الْغَنِيُّ الرِّيشَةَ مُنْبَهِرًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهَا مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ! أَيْنَ وَجَدْتَهَا؟

أَجَابَ الْأَخُ الْفَقِيرُ: لَقَدْ سَقَطَتْ مِنْ طَائِرٍ ذَهَبِيٍّ جَمِيلٍ.

عَبَسَ الْأَخُ الْغَنِيُّ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ رَأَيْتَ الطَّائِرَ؟

أَجَابَ الْأَخُ الْفَقِيرُ: نَعَمْ، رَأَيْتُهُ فِي الْغَابَةِ. حَاوَلْتُ إِصَابَتَهُ بِحَجَرٍ؛ لَكِنَّنِي لَمْ أَسْتَطِعْ.

اِبْتَسَمَ الْأَخُ الْغَنِيُّ، وَقَالَ: اِسْمَعْ، يَا أَخِي! إِنَّ ذَلِكَ العُصْفُورَ شَهِيٌّ جِدًّا، وَبَعْضُ الْأَطِبَّاءِ يَرَونَ أَنَّ فِي لَحْمِهِ عِلَاجًا نَادِرًا، وَأَنَا مَرِيضٌ مُتْعَبٌ؛ لِذَلِكَ…

قَاطَعَ الْأَخُ الْفَقِيرُ أَخَاهُ الْغَنِيَّ: لَا تَقْلَقْ، يَا أَخِي! سَوْفَ أُحْضِرُ لَكَ الْعُصْفُورَ كَيْ تُشْفَى! أَنْتَ لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّكَ مَرِيضٌ! لِمَاذَا؟

اِبْتَسَمَ الْأَخُ الْغَنِيُّ وَشَكَرَ أَخَاهُ عَلَى اِهْتِمَامِهِ بِهِ. وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي، ذَهَبَ الْأَخُ الْفَقِيرُ إِلَى الْغَابَةِ، وَتَسَلَّقَ شَجَرَةً كَيْ يَقْطَعَ بَعْضَ أَغْصَانِهَا. وَعَلَى أَحَدِ الْأَغْصَانِ، رَأَى الْأَخُ الْفَقِيرُ عُشًّا صَغِيرًا، فَاِقْتَرَبَ مِنْهُ. رَأَى الْأَخُ الْفَقِيرُ فِي الْعُشِّ بَيْضَةً، فَأَخَذَهَا. وَبَعْدَ أَنْ وَضَعَ الْأَخُ الْفَقِيرُ الْحَطَبَ فِي بَيْتِهِ، ذَهَبَ إِلَى مَتْجَرِ أَخِيهِ. عَرَضَ الْأَخُ الْفَقِيرُ الْبَيْضَةَ عَلَى أَخِيهِ الْغَنِيِّ، فَقَالَ هَذَا الْأَخِيرُ: هَذَا أَمْرٌ عَجِيبٌ! إِنَّهَا مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ! سَوْفَ أَشْتَرِيهَا مِنْكَ، وَسَوْفَ أَشْتَرِي الرِّيشَةَ أَيْضًا.

أَعْطَى الْأَخُ الْغَنِيُّ أَخَاهُ الْفَقِيرَ مَالًا كَثِيرًا، فَعَادَ هَذَا الْأَخِيرُ إِلَى بَيْتِهِ سَعِيدًا. وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي، قَرَّرَ الْأَخُ الْفَقِيرُ أَنْ يَصْطَادَ الْعُصْفُورَ. تَمَشَّى الْأَخُ الْفَقِيرُ فِي الْغَابَةِ طَوِيلًا، وَهُوَ يَحْمِلُ قَوْسًا وَسَهْمًا؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَرَ الْعُصْفُورَ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، كَرَّرَ الْأَخُ الْفَقِيرُ الْبَحْثَ حَتَّى رَأَى الْعُصْفُورَ الذَّهَبِيَّ، يُغَرِّدُ فَوْقَ أَحَدِ الْأَغْصَانِ. جَهَّزَ الْأَخُ الْفَقِيرُ سَهْمَهُ وَأَطْلَقَهُ عَلَى الْعُصْفُورِ، فَأَصَابَهُ. حَمَلَ الْأَخُ الْفَقِيرُ الْعُصْفُورَ مَسْرُورًا، وَرَكَضَ إِلَى مَتْجَرِ أَخِيهِ. فَرِحَ الْأَخُ الْغَنِيُّ بِالْعُصْفُورِ كَثِيرًا، وَشَكَرَ أَخَاهُ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يُغَادِرَ الْمَتْجَرَ، فَصَاحَ الْأَخُ الْفَقِيرُ: إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟

أَجَابَ الْأَخُ الْغَنِيُّ: إِلَى بَيْتِي كَيْ أَطْلُبَ مِنْ زَوْجَتِي أَنْ تَشْوِيَ لِي هَذَا الْعُصْفُورَ… كَيْ أُشْفَى.

عَبَسَ الْأَخُ الْفَقِيرُ، وَقَالَ: حَسَنًا! شَفَاكَ اللَّهُ! أَعْطِنِي أَجْرَ الصَّيْدِ وَثَمَنَ الْعُصْفُورِ ثُمَّ اِذْهَبْ!

ضَحِكَ الْأَخُ الْغَنِيُّ، وَقَالَ: أَعْرِفُ هَذَا! تَذْهَبُ الطِّيبَةُ وَالسَّذَاجَةُ عِنْدَمَا يَأْتِيِ الْمَالُ!

أَعْطَى الْأَخُ الْغَنِيُّ أَخَاهُ مَالًا كَثِيرًا، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ: أَنَا لَنْ أَخْسَرَ مَالِي، وَلَنْ تُصْبِحَ أَغْنَى مِنِّي؛ لِأَنَّ مَنْ يَأْكُلُ قَلْبَ هَذَا الْعُصْفُورِ وَكَبِدَهُ، يَجِدُ قِطْعَةً ذَهَبِيَّةً تَحْتَ وِسَادَتِهِ، كُلَّ يَوْمٍ. سَوْفَ أُصْبِحُ أَغْنَى رَجُلٍ فِي الْعَالَمِ بِسَبَبِ غَبَاءِ أَخِي وَطَمَعِهِ!

وَعِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى بَيْتِهِ، أَمَرَ زَوْجَتَهُ أَنْ تَشْوِيَ الْعُصْفُورَ، وَأَنْ تَحْذَرَ مِنْ إِسْقَاطِ شَيْءٍ مِنْهُ، ثُمَّ أَخْبَرَهَا أَنَّهُمَا سَيُصْبِحَانِ غَنِيَّيْنِ. فَرِحَتِ الزَّوْجَةُ بِالْعُصْفُورِ، وَنَظَّفَتْهُ جَيِّدًا، ثُمَّ ثَبَّتَتْهُ عَلَى السِّيْخِ، وَتَرَكَتْهُ عَلَى النَّارِ. حَمَلَتِ الزَّوْجَةُ رِيشَ الْعُصْفُورِ، وَغَادَرَتِ الْمَطْبَخَ. أَعْطَتِ الزَّوْجَةُ زَوْجَهَا رِيشَ الْعُصْفُورِ، وَأَخَذَتْ تُحَدِّثُهُ، وَهِي مَسْرُورَةٌ.

وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، دَخَلَ الْوَلَدَانِ التَّوْءَمَانِ إِلَى بَيْتِ عَمِّهِمَا، وَبَحَثَا عَنْ زَوْجَةِ عَمِّهِمَا؛ لَكِنَّهُمَا لَمْ يَجِدَاهَا. شَمَّ الْوَلَدَانِ التَّوْءَمَانِ رَائِحَةَ الشِّوَاءِ، فَذَهَبَا إِلَى الْمَطْبَخِ. اِقْتَرَبَ الْوَلَدَانِ مِنَ الْعُصْفُورِ الْمَشْوِيِّ، وَرَاقَبَاهُ صَامِتَيْنِ. قَالَ أَحَدُ التَّوْءَمَيْنِ: لِمَاذَا لَا يَصْطَادُ لَنَا أَبِي طُيُورًا؟ أَنَا أُرِيدُ أَنْ آكُلَ طَائِرًا مِثْلَ هَذَا.

قَالَ التَّوْءَمُ الْآخَرُ: أَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصْبِحَ صَيَّادًا كَيْ آكُلَ مِثْلَ هَذَا الطَّائِرِ!

ظَلَّ التَّوْءَمَانِ يُرَاقِبَانِ الشِّوَاءَ صَامِتَيْنِ، وَلَمْ يَجْرُؤَا عَلَى لَمْسِ شَيْءٍ؛ لِأَنَّ زَوْجَةَ عَمِّهِمَا لَمْ تَكُنْ تُعْطِيهِمَا إِلَّا بَقَايَا الطَّعَامِ. وَبَعْدَ مُدَّةٍ، سَقَطَ مِنَ الطَّائِرِ قِطْعَتَانِ صَغِيرَتَانِ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا التَّوْءَمَانِ طَوِيلًا، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِلْآخَرِ: لَنْ تَغْضَبَ الْعَمَّةُ إِنْ أَخَذْنَا هَذِهِ الْبَقَايَا.

أَجَابَ الْآخَرُ: نَعَمْ.

أَخَذَ الْوَلَدَانِ الْقِطْعَتَيْنِ وَتَقَسَمَاهَا فَرِحَيْنِ. وَحِينَ عَادَتِ الزَّوْجَةُ إِلَى الْمَطْبَخِ، كَانَ الْوَلَدَانِ يُنَظِّفَانِ يَدَيْهِمَا، فَفَزِعَتْ. سَأَلَتْهُمَا: مَاذَا أَكَلْتُمَا؟

أَجَابَ التَّوْءَمَانِ: قِطْعَتَيْنِ سَقَطَتَا مِنَ الطَّائِرِ. إِنَّهَا بَقَايَا!

فَزِعَتِ الزَّوْجَةُ، وَخَافَتْ مِنْ غَضَبِ زَوْجِهَا، فَأَخْرَجَتِ التَّوْءَمَيْنِ مِنَ الْبَيْتِ، ثُمَّ ذَبَحَتْ فَرْخًا صَغِيرًا، وَوَضَعَتْ كَبِدَهُ وَقَلْبَهُ دَاخِلَ الْعُصْفُورِ. وَعِنْدَمَا قَدَّمَتْ لِزَوْجِهَا الْعُصْفُورَ، لَمْ يُمَيِّزِ الزَّوْجُ شَيْئًا، فَشَعَرَتْ بِالرَّاحَةِ. وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، قَامَ الْأَخُ الْغَنِيُّ مِنْ نَوْمِهِ، وَأَدْخَلَ يَدَهُ تَحْتَ الْوِسَادَةِ مُتَلَهِّفًا؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا. وَحِينَ شَكَى ذَلِكَ إِلَى زَوْجَتِهِ، قَالَتْ: رُبَّمَا هَذِهِ أُسْطُورَةٌ فَقَطْ!

صَدَّقَ الْأَخُ الْغَنِيُّ كَلَامَ زَوْجَتِهِ، وَذَهَبَ إِلَى مَتْجَرِهِ حَزِينًا. وَبَعْدَ سَاعَةٍ، رَأَى أَخَاهُ الْفَقِيرَ قَادِمًا، فَتَعَجَّبَ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ، سَأَلَهُ سَاخِرًا: هَلْ وَجَدْتَ عُصْفُورًا آخَرَ؟

أَجَابَ الْأَخُ الْفَقِيرُ: لَا! لَقَدْ حَصَلَ أَمْرٌ غَرِيبٌ! قَامَ الطِّفْلَانِ مِنْ نَوْمِهِمَا الْيَوْمَ، فَسَقَطَتْ هَاتَانِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتَيْهِمَا.

ثُمَّ مَدَّ قِطْعَتَيْنِ ذَهَبِيَّتَيْنِ إِلَى أَخِيهِ الْغَنِيِّ، فَتَأَمَّلَهُمَا هَذَا الْأَخِيرُ مُتَعَجِّبًا، ثُمَّ فَهِمَ مَا حَصَلَ. عَبَسَ الْأَخُ الْغَنِيُّ، وَقَالَ لِأَخِيهِ: إِنَّ هَذَا سَيِّءٌ، يَا أَخِي! لَقَدْ تَلَبَّسَ الشَّيْطَانُ طِفْلَيْكَ! إِيَّاكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذَا الذَّهَبَ. عَلَيْكَ أَنْ تَهِبَهُ لِشَخْصٍ مَا، وَلَا تَأْخُذْ مِنْهُ مَالًا. وَلَا تَتْرُكْ طِفْلَيْكَ فِي الْبَيْتِ؛ لِأَنَّ الشَّيْطَانَ سَوْفَ يَبْقَى فِي بَيْتِكَ، وَسَوْفَ يَقْتُلُكَ أَنْتَ وَزَوْجَتُكَ. إِنَّ هَذَا الذَّهَبَ مَلْعُونٌ!

خَافَ الْأَخُ الْفَقِيرُ مِنْ كَلَامِ أَخِيهِ، وَصَدَّقَهُ، فَعَادَ إِلَى بَيْتِهِ مُسْرِعًا، وَطَلَبَ مِنْ زَوْجَتِهِ أَنْ تُحَضِّرَ طَعَامًا وَفِرَاشًا لِلطِّفْلَيْنِ، ثُمَّ أَخَذَهُمَا إِلَى الْغَابَةِ، وَسَارَ بِهِمَا طَوِيلًا. وَحِينَ اِبْتَعَدُوا كَثِيرًا، عَانَقَ الْأَخُ الْفَقِيرُ طِفْلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمَا: لَا تَعُودَا إِلَى الْبَيْتِ أَبَدًا؛ لِأَنَّ الذَّهَبَ الَّذِي وَجَدْتُمَاهُ الْيَوْمَ، سَوْفَ تَجِدَانِهِ كُلَّ يَوْمٍ. هَذَا الذَّهَبُ مَلْعُونٌ! وَإِنْ بَقِيتُمَا فِي الْبَيْتِ، سَوْفَ يُهْلِكُ الشَّيْطَانُ كُلَّ شَيْءٍ. خَافَ الطِّفْلَانِ وَعَانَقَا وَالِدَهُمَا، وَطَلَبَا مِنْهُ أَلَّا يَتْرُكَهُمَا؛ لَكِنَّهُ رَفَضَ وَغَادَرَ حَزِينًا بَاكِيًا.

ظَلَّ الطِّفْلَانِ فِي مَكَانِهِمَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ تَدَثَّرَا بِلِحَافِهِمَا وَنَامَا خَائِفَيْنِ. وَفِي الصَّبَاحِ، لَمْ يَعْرِفِ الطِّفْلَانِ طَرِيقَ الْبَيْتِ، وَلَمْ يَعْرِفَا أَيَّ طَرِيقٍ يَسْلُكَانِ. وَبَعْدَ مُدَّةٍ، سَمِعَا صَوْتَ صَفِيرٍ مُنَغَّمٍ. كَانَ الصَّوْتُ جَمِيلًا؛ فَلَمْ يَخَافَا. اِنْتَظَرَ الطِّفْلَانِ فِي مَكَانِهِمَا حَتَّى ظَهَرَ رَجُلٌ طَوِيلٌ، عَلَى كَتِفِهِ بُنْدُقِيَّةٌ، وَفِي يَدِهِ طَائِرَانِ. عَرَفَ الطِّفْلَانِ أَنَّ الرَّجُلَ صَيَّادٌ.

نَظَرَ الصَّيَّادُ إِلَى الطِّفْلَيْنِ مُتَعَجِّبًا، ثُمَّ اِبْتَسَمَ وَاِقْتَرَبَ مِنْهُمَا. قَالَ الصَّيَّادُ: مَرْحَبًا! لِمَاذَا أَنْتُمَا هُنَا؟

ثُمَّ نَظَرَ إِلَى حَقِيبَتَيْهِمَا وَلِحَافَيْهِمَا، وَقَالَ: هَلْ نِمْتُمَا هُنَا؟ عَجَبًا! لِمَاذَا؟

أَجَابَ الطِّفْلَانِ: تَرَكَنَا وَالِدُنَا هُنَا، وَأَمَرَنَا أَلَّا نَعُودَ إِلَى الْبَيْتِ.

جَلَسَ الصَّيَّادُ أَمَامَهُمَا مُسْتَغْرِبًا، ثُمَّ قَالَ: لِمَاذَا؟

أَجَابَ الطِّفْلَانِ: لِأَنَّنَا سَوْفَ نَنْهَضُ كُلَّ صَبَاحٍ وَنَجِدُ تَحْتَ وِسَادَتَيْنَا ذَهَبًا. قَالَ وَالِدُنَا إِنَّهُ ذَهَبٌ مَلْعُونٌ!

أَعْطَى الطِّفْلَانِ الصَّيَّادَ قِطْعَتَا الذَّهَبِ الَّلتَيْنِ وَجَدَاهَا الْيَوْمَ، فَتَفَحَّصَهُمَا الصَّيَّادُ جَيِّدًا، ثُمَّ قَالَ بَاسِمًا: أَعْتَقِدُ أَنَّ هَذِهِ نِعْمَةٌ لَا نِقْمَةٌ!

لَمْ يَفْهَمِ الطِّفْلَانِ كَلَامَ الصَّيَّادِ، فَقَالَ: وَالْآنَ؟ مَاذَا سَتَفْعَلَانِ؟ هَلْ سَتَبْقَيَانِ هُنَا حَتَّى يَشْتَاقَ وَالِدُكُمَا وَيَعُودَ؟

قَالَ الطِّفْلَانِ: رُبَّمَا يَشْتَاقُ، لَكِنَّهُ لَنْ يَعُودَ!

تَأَمَّلَهُمَا الصَّيَّادُ مُتَعَجِّبًا، ثُمَّ قَالَ: مَا رَأْيُكُمَا أَنْ تَعِيشَا مَعِي. لَقَدْ تُوُفِّيَتْ زَوْجَتِي وَاِبْنَتِي قَبْلَ عَامٍ وَنِصْفٍ، وَأَنَا أَشْعُرُ بِالْوَحْدَةِ فِي بَيْتِيَ. سَيَكُونُ وُجُودُكُمَا جَمِيلًا! مَا رَأْيُكُمَا؟

تَأَمَّلَ الطِّفْلَانِ الصَّيَّادَ قَلِيلًا، وَعَرَفَا مِنْ مَلَامِحِهِ أَنَّهُ شَخْصٌ طَيِّبٌ، فَوَافَقَا. قَالَ الصَّيَّادُ: يَجِبُ عَلَيْكُمَا أَنْ تَكُونَا نَشِيطَيْنِ وَقَوِيَّيْنِ، وَيَجِبُ أَنْ تَنْسَيَا الذَّهَبَ حَتَّى يَمْلَأَ الْخَيْرُ نَفْسَيْكُمَا. إِنَّ حُبَّ الذَّهَبِ شَرٌّ! سَوْفَ أُرَبِّيكُمَا حَتَّى تَكْبُرَا، وَسَوْفَ أَعْتَنِي بِكُمَا جَيِّدًا.

فَرِحَ الطِّفْلَانِ بِكَلَامِ الصَّيَّادِ وَذَهَبَا مَعَهُ سَعِيدَيْنِ. عَاشَ الطِّفْلَانِ فِي بَيْتِ الصَّيَّادِ، وَعَمِلَا مَعَهُ فِي الزِّرَاعَةِ، وَالصَّيْدِ، وَالتِّجَارَةِ. كَانَ الصَّيَّادُ رَجُلًا نَشِيطًا، وَكَانَ الطِّفْلَانِ يُقَلِّدَانِهِ فِي كُلِّ شَيْءٍ. وَحِينَ كَبُرَ الطِّفْلَانِ وَأَصْبَحَا شَابَّيْنِ، أَجْرَى لَهُمَا الصَّيَّادُ اِخْتِبَارًا فِي الصَّيْدِ. وَحِينَ نَجَحَا فِي الْاِخْتِبَارِ، قَالَ لَهُمَا: أَنْتُمَا الْآنَ صَيَّادَانِ مَاهِرَانِ.

كَانَ الصَّيَّادُ فَرِحًا، وَكَانَ يُحِبُّ الشَّابَّيْنِ كَثِيرًا، وَقَدْ اِشْتَرَى لَهُمَا بِذَهَبِهِمَا بَنَادِقَ جَدِيدَةً. وَحِينَ رَأَى الشَّابَّانِ الْبَنَادِقَ، فَرِحَا؛ لَكِنَّهُمَا قَالَا لَهُ: إِنَّنَا نَشْكُرُكَ كَثِيرًا عَلَى رِعَايَتِكَ وَحُبِّكَ. وَنَحْنُ لَنْ نَقْبَلَ هَذِهِ الْهَدَايَا حَتَّى تُلَبِّيَ لَنَا طَلَبًا.

اِبْتَسَمَ الصَّيَّادُ وَسَأَلَهُمَا عَنْ طَلَبِهِمَا، فَقَالَا: نُرِيدُ أَنْ نُسَافِرَ كَيْ نَرَى الْعَالَمَ وَنَتَعَلَّمَ أَكْثَرَ.

فَقَالَ الصَّيَّادُ: هَذِهِ أُمْنِيَّتِي! لَنْ يَتَعَلَّمَ أَحَدٌ شَيْئًا إِنْ ظَلَّ فِي بَيْتِهِ! اِذْهَبَا، وَاِفْعَلَا الصَّوَابَ، وَاِحْذَرَا مِنَ الْأَشْرَارِ وَالطَّامِعِينَ.

ثُمَّ أَعْطَاهُمَا سِكِّينَيْنِ، وَقَالَ لَهُمَا: إِذَا اِفْتَرَقْتُمَا، فَاِغْرِسَا النَّصْلَ فِي شَجَرَةٍ، وَاِجْعَلَا الْمِقْبَضَ يُشِيرُ نَحْوَ الْجِهَةِ الَّتِي ذَهَبْتُمَا إِلَيْهَا. سَتَظَلُّ السِّكِّينُ لَامِعَةً طَوَالَ حَيَاتِكُمَا. وَإِنْ أَصَابَكُمَا مَكْرُوهٌ، سَيُصْبِحُ النَّصْلُ أَسْوَدَ.

أَخَذَ الشَّابَّانِ السِّكِّينَينِ وَشَكَرَا الصَّيَّادَ، ثُمَّ جَهَّزَا حَقِيبَتَيْهِمَا وَغَادَرَا. سَارَ الشَّابَّانِ فِي الْغَابَةِ مَعًا، وَنَامَا فِيهَا. وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي، قَرَّرَا أَنْ يَصْطَادَا شَيْئًا كَيْ يَأْكُلَا. لَقَّمَ أَحَدُ الشَّابَّيْنِ بُنْدُقِيَّتَهُ، وَصَوَّبَ نَحْوَ أَرْنَبٍ. صَاحَ الْأَرْنَبُ: أَرْجُوكَ، أَيُّهَا الصَّيَّادُ، لَا تَقْتُلْنِي! سَوْفَ أُعْطِيكَ اِثْنَيْنِ مِنْ أَبْنَائِي!

ثُمَّ قَفَزَ الْأَرْنَبُ وَأَحْضَرَ أَرْنَبَيْنِ صَغِيرَيْنِ. أَشْفَقَ الشَّابُّ عَلَى الْأَرْنَبَيْنِ، وَتَذَكَّرَ طُفُولَتَهُ مَعَ أَخِيهِ. حَمَلَ الشَّابُّ الْأَرْنَبَيْنِ، وَعَادَ إِلَى أَخِيهِ، وَقَالَ لَهُ: لَقَدْ تَخَلَّى الْأَرْنَبُ عَنْ اِثْنَيْنِ مِنْ أَبْنَائِهِ كَيْ يُحَافِظَ عَلَى حَيَاتِهِ! هَذَا يُشْبِهُ مَا فَعَلَهُ أَبُونَا! أَنَا لَنْ أَذْبَحَ هَذَيْنِ الْأَرْنَبَيْنِ!

اِبْتَسَمَ الْأَخُ، وَقَالَ لَهُ: أَنَا مُوَافِقٌ! سَوْفَ أَذْهَبُ كَيْ أُجَرِّبَ حَظِّي!

مَشَى الْأَخُ فِي الْغَابَةِ حَتَّى رَأَى ثَعْلَبًا جَمِيلًا، فَقَالَ لِنَفْسِهِ إِنَّ شَعْرَهُ سَيَكُونُ ثَمِينًا. لَقَّمَ الْأَخُ الْبُنْدُقِيَّةَ، فَصَاحَ الثَّعْلَبُ: تَوَقَّفْ، أَيُّهَا الصَّيَّادُ! لَا تَقْتُلْنِي! سَوْفَ أُعْطِيكَ اِثْنَيْنِ مِنْ أَبْنَائِي!

ثُمَّ رَكَضَ وَأَحْضَرَ ثَعْلَبَيْنِ صَغِيرَيْنِ. أَشْفَقَ الْأَخُ عَلَى الثَّعْلَبَيْنِ، وَعَادَ إِلَى أَخِيهِ قَائِلًا: حَصَلَ مَعِي مِثْلَ مَا حَصَلَ مَعَكَ! تَخَلَّى ثَعْلَبٌ عَنْ هَذَيْنِ الثَّعْلَبَيْنِ!

نَظَرَ الْأَخَوَانِ إِلَى الْأَرْنَبَيْنِ وَالثَّعْلَبَيْنِ طَوِيلًا، ثُمَّ قَرَّرَا أَنْ يُجَرِّبَا الصَّيْدَ مَرَّةً أُخْرَى. ذَهَبَ أَحَدُ الْأَخَوَيْنِ، وَصَوَّبَ بُنْدُقِيَّتَهُ نَحْوَ ذِئِبٍ، فَضَحَّى الذِّئْبُ بِجَرْوَيْنِ مِنْ جِرَائِهِ كَيْ يَعِيشَ. وَصَوَّبَ الْأَخُ الْآخَرُ نَحْوَ دُبٍّ، فَضَحَّى الدُّبُّ بِدَيْسَمَيْنِ كَيْ يَظَلَّ حَيًّا، ثُمَّ صَوَّبَ الْأَخُ الْأَوَّلُ نَحْوَ أَسَدٍ، فَتَخَلَّى الْأَسَدُ عَنْ شِبْلَيْنِ كَيْ يَعِيشَ.

وَفِي الْمَسَاءِ، أَخْرَجَ الْأَخَوَانِ مَا بَقِيَ مِنْ طَعَامِهِمَا، وَطَائِرًا صَغِيرًا اِصْطَادَهُ أَحَدُهُمَا، وَبَعْضَ الْفَوَاكِهِ وَالْخُضَارِ مِنَ الْغَابَةِ. قَالَ أَحَدُ الْأَخَوَيْنِ: كُنَّا بِمُفْرَدِنَا، ثُمَّ أَصْبَحْنَا نُعِيلُ عَائِلَةً!

ضَحِكَ الْأَخُ الْآخَرُ، وَقَالَ: إِنَّهَا حَيَوَانَاتٌ صَغِيرَةٌ وَضَعِيفَةٌ! لَقَدْ كُنَّا مِثْلَهَا عِنْدَمَا تَرَكَنَا أَبُونَا! سَوْفَ نُرَبِّيهَا مِثْلَمَا رَبَّانَا الصَّيَّادُ.

ثُمَّ أَمَرَا الثَّعْلَبَيْنِ أَنْ يَصْطَادَا، فَقَالَ الثَّعْلَبَانِ: سَنَجِدُ قَرْيَةً إِنْ سَلَكْنَا هَذَا الطَّرِيقَ. نَحْنُ نَصْطَادُ الدَّجَاجَ مِنَ الْمَزَارِعِ.

ذَهَبَ الصَّيَّادَانِ إِلَى الْقَرْيَةِ، وَاِشْتَرَيَا طَعَامًا، ثُمَّ أَمَرَا الْحَيَوَانَاتِ أَنْ تَبْحَثَ عَنْ صَيْدٍ لَهَا. ظَلَّ الصَّيَّادَانِ يَتَجَوَّلَانِ فِي الْقُرَى حَتَّى شَعَرَا أَنَّهُمَا لَمْ يُنْجِزَا شَيْئًا، فَقَرَّرَا أَنْ يَفْتَرِقَا، ثُمَّ تَقَاسَمَا الْحَيَوَانَاتِ، وَذَهَبَ أَحَدُهُمَا نَحْوَ الشَّرْقِ، وَالْآخَرُ نَحْوَ الْغَرْبِ، وَتَرَكَا فِي شَجَرَةٍ سِكِّينَيْهِمَا.

سَلَكَ أَحَدُ الْأَخَوَيْنِ جِهَةَ الْغَرْبِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى مَدِينَةٍ، فَدَخَلَهَا. وَجَدَ الصَّيَّادُ الشَّابُّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ يَلْبَسُونَ مَلَابِسَ سَوْدَاءَ، فَاِسْتَغْرَبَ. ذَهَبَ الصَّيَّادُ إِلَى نُزُلٍ، فَأَعْطَاهُ صَاحِبُ النُّزُلِ غُرْفَةً، وَأَدْخَلَ حَيَوَانَاتِهِ إِلَى الْإِسْطَبْلِ. سَأَلَ الصَّيَّادُ صَاحِبَ النُّزُلِ: لِمَاذَا يَلْبَسُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مَلَابِسَ سَوْدَاءَ؟

أَجَابَ صَاحِبُ النُّزُلِ: لِأَنَّ اِبْنَةَ الْمَلِكِ سَتَمُوتُ غَدًا.

اِسْتَغْرَبَ الصَّيَّادُ، وَقَالَ: لِمَاذَا؟ هَلْ هِيَ مَرِيضَةٌ؟

أَجَابَ صَاحِبُ النُّزُلِ: لَا. إِنَّهَا بِخَيْرٍ؛ لَكِنَّهَا سَتَمُوتُ غَدًا.

تَعَجَّبَ الصَّيَّادُ، وَسَأَلَ: لِمَاذَا؟

تَنَهَّدَ صَاحِبُ النُّزُلِ، وَقَالَ: يُوجَدُ تِنِّينٌ بِسَبْعَةِ رُؤُوسٍ خَارِجَ هَذِهِ الْمَدِينَةِ. كَانَ التِّنِّينُ فِي الْمَاضِي يُهَاجِمُ الْمَدِينَةَ مَتَى شَاءَ، وَكَانَ يَقْتُلُ الْكَثِيرَ مِنَ النَّاسَ، وَيُدَمِّرُ كُلَّ الْمَنَازِلِ حَتَّى عَقَدَ الْمَلِكُ السَّابِقُ مَعَهُ اِتِّفَاقًا.

سَأَلَ الصَّيَّادُ: وَمَا الْاِتِّفَاقُ؟

أَجَابَ صَاحِبُ النُّزُلِ: الْاِتِّفَاقُ أَنْ نُقَدِّمَ لَهُ كُلَّ سَنَةٍ شَابَّةً عَذْرَاءَ عَلَى أَنْ لَا يُهَاجِمَنَا أَبَدًا. وَقَدْ قَدَّمْنَا لَهُ كُلَّ عَذَارَى الْمَدِينَةِ، وَلَمْ تَبْقَ إِلَّا الْأَمِيرَةُ.

سَأَلَ الصَّيَّادُ: وَلِمَاذَا لَمْ تُحَاوِلُوا قَتْلَ التِّنِّينِ؟

ضَحِكَ صَاحِبُ النُّزُلِ، وَقَالَ: لَقَدْ حَاوَلَ الْكَثِيرُونَ، وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ. الْمَلِكُ يَائِسٌ جِدًّا، وَقَدْ وَعَدَ أَنْ يُزَوِّجَ الْأَمِيرَةَ بِقَاتِلِ التِّنِّينِ؛ لَكِنَّ أَحَدًا لَمْ يَسْتَطِعْ! لَا أَحَدَ يَسْتَطِيعُ؛ لِأَنَّ التِّنِّينَ يَمْلِكُ سَبْعَةَ رُؤُوسٍ.

صَمَتَ الصَّيَّادُ، وَخَرَجَ إِلَى الْإِصْطَبْلِ، ثُمَّ قَالَ لِحَيَوَانَاتِهِ: سَوْفَ نَصْطَادُ تِنِّينًا غَدًا! اُخْرُجُوا وَاِصْطَادُوا لِأَنْفُسِكُم ثُمَّ نَامُوا جَيِّدًا.

وَفِي الصَّبَاحِ، صَعَدَ الصَّيَّادُ وَحَيَوَانَاتُهُ جَبَلَ التِّنِّينِ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى كَنِيسَةٍ صَغِيرَةٍ. دَخَلَ الصَّيَّادُ الْكَنِيسَةَ، فَرَأَى سَيْفًا عَلَى الْمَذْبَحِ، وَثَلَاثَةَ كُؤُوسٍ. كَانَتِ الْكُؤُوسُ مَمْلُوُءَةً بِمَشْرُوبٍ غَرِيبٍ، وَكَانَ مَكْتُوبٌ تَحْتَهَا: (مَنْ يَشْرَبْ مَا فِي الْكُؤُوسِ، يُصْبِحْ قَوِيًّا وَيَسْحَبِ السَّيْفَ مِنْ غِمْدِهِ). أَخَذَ الصَّيَّادُ السَّيْفَ، وَحَاوَلَ أَنْ يَسْحَبَهُ؛ لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَشَرِبَ مَا فِي الْكُؤُوسِ. شَعَرَ الصَّيَّادُ بِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ فِي جَسَدِهِ، فَحَمَلَ السَّيْفَ، وَسَحَبَهُ بِقُوَّةٍ ثُمَّ لَوَّحَ بِهِ سَعِيدًا، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى اِلْتِمَاعِ النَّصْلِ وَحِدَّتِهِ. ثُمَّ غَادَرَ الصَّيَّادُ الْكَنِيسَةَ، وَصَعَدَ إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ، وَخَلْفَهُ حَيَوانَاتُهُ.

وَعِنْدَمَا حَانَ الْوَقْتُ، أَوْصَلَ الْمَلِكُ وَالْحَاشِيَةُ الْأَمِيرَةَ، وَوَدَّعُوهَا بَاكِينَ، ثُمَّ غَادَرُوا حَزِينِينَ. بَقِيَ قَائِدُ الْجَيْشِ فِي الْجَبَلِ كَيْ يَتَأَكَّدَ أَنَّ التِّنِّينَ سَيَأْخُذُ الْأَمِيرَةَ. قَالَتِ الْأَمِيرَةُ لِقَائِدِ الْجَيْشِ: لِمَاذَا لَمْ تُغَادِرْ؟

أَجَابَ قَائِدُ الْجَيْشِ: مُهِمَّتِي أَنْ أَبْقَى هُنَا حَتَّى أَتَأَكَّدَ أَنَّ الْعَذْرَاءَ لَنْ تَهْرُبَ أَوْ يُنْقِذَهَا أَحَدٌ. إِنْ حَصَلَ هَذَا، فَإِنَّ مَدِينَتَنَا سَوْفَ تُدَمَّرُ.

قَالَتِ الْأَمِيرَةُ: لَا تَقْلَقْ! لَنْ يُنْقِذَنِي أَحَدٌ؛ لَقَدْ قَتَلَ التِّنِّينُ كُلَّ شُبَّانِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ تَدَخَّلُوا حَتَّى أَخَذَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمُ الْخَوْفُ. لَمْ يَعُدْ هُنَالِكَ شُجْعَانٌ. وَأَنَا لَنْ أَهْرُبَ؛ لِأَنَّنِي أَعْرِفُ أَنَّ تَضْحِيَتِي سَتُنْقِذُ الْمَدِينَةَ.

قَالَ قَائِدُ الْجَيْشِ سَاخِرًا: كَلَامٌ حَكِيمٌ!

ضَحِكَتِ الْأَمِيرَةُ سَاخِرَةً، ثُمَّ قَالَتْ: هَذَا لَنْ يَدُومَ إِلَى الْأَبَدِ! أَنْتُمْ جُبَنَاءُ!

ثُمَّ صَعَدَتْ إلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ غَاضِبَةً وَحَزِينَةً. وَحِينَ وَصَلَتْ، لَمْ تَرَ التِّنِّينَ، بَلْ رَأَتْ شَابًّا، فِي يَدِهِ سَيْفٌ، وَعَلَى كَتِفِهِ بُنْدُقِيَّةٌ، وَحَوْلَهُ حَيَوَانَاتٌ. تَعَجَّبَتِ الْأَمِيرَةُ، وَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمَاذَا تَفْعَلُ هُنَا؟

أَجَابَ الصَّيَّادُ: أَنَا صَيَّادٌ، وَجِئْتُ كَيْ أَقْتُلَ التِّنِّينَ.

قَالَتِ الْأَمِيرَةُ: سَوْفَ تَمُوتُ. لَقَدْ حَاوَلَ الْكَثِيرُونَ قَبْلَكَ.

اِقْتَرَبَ الصَّيَّادُ مِنَ الْأَمِيرَةِ، وَقَالَ: لَا تَقْلَقِي! سَتَعِيشِينَ! التِّنِّينُ لَنْ يَدُومَ إِلَى الْأَبَدِ، وَأَنَا مَنْ سَيَقْضِي عَلَيْهِ. ثُمَّ أَمْسَكَ الصَّيَّادُ يَدَ الْأَمِيرَةِ، وَأَخَذَهَا إِلَى الْكَنِيسَةِ، وَأَمَرَهَا أَلَّا تَخْرُجَ أَبَدًا، ثُمَّ أَغْلَقَ الْبَابَ، وَعَادَ إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ. وَبَعْدَ دَقَائِقَ، رَأَى الصَّيَّادُ التِّنِّينَ قَادِمًا. كَانَ التِّنِّينُ كَبِيرًا وَمُخِيفًا، وَكَانَ جَنَاحَاهُ كَبِيرَيْنِ. حَطَّ التِّنِّينُ عَلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ، وَظَلَّ جَنَاحَاهُ يَخْفِقَانِ؛ لَكِنَّ الصَّيَّادَ لَمْ يَتَرَاجَعْ.

تَعَجَّبَ التِّنِّينُ مِنْ جُرْأَةِ الصَّيَّادِ وَشَجَاعَتِهِ، وَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمَاذَا تَفْعَلُ هُنَا؟

أَجَابَ الصَّيَّادُ: أَنَا مَنْ سَيَقْتُلُكَ!

غَضِبَ التِّنِّينُ وَنَفَثَ نَارًا هَائِلَةً، فَاِشْتَعَلَ الْعُشْبُ وَتَصَاعَدَ الدُّخَّانُ. اِخْتَنَقَ الصَّيَّادُ، لَكِنَّ الْحَيَوَانَاتِ أَطْفَأَتِ النَّارَ بِقَوَائِمِهَا. رَكَضَ الصَّيَّادُ، وَقَفَزَ عَلَى التِّنِّينِ، وَقَطَعَ ثَلَاثَةً مِنْ رُؤُوسِهِ بِسَيْفِهِ الْحَادِّ. غَضِبَ التِّنِّينُ، وَحَرَّكَ جَنَاحَيْهِ كَيْ يَطِيرَ، وَنَفَثَ نَارًا؛ لَكِنَّ الصَّيَّادَ قَفَزَ وَقَطَعَ ثَلَاثَةَ رُؤُوسٍ أُخْرَى وأَحَدَ الْجَنَاحَيْنِ؛ فَسَقَطَ التِّنِّينُ، وَزَمْجَرَ غَاضِبًا. حَرَّكَ التِّنِّينُ ذَيْلَهُ لِيَضْرِبَ الصَّيَّادَ بِهِ؛ لَكِنَّ الصَّيَّادَ قَطَعَهُ، ثُمَّ جَثَا مُتْعَبًا. نَادَى الصَّيَّادُ حَيَوَانَاتِه، فَاِنْدَفَعَتْ وَمَزَّقَتِ الرَّأْسَ الْأَخِيرَ.

لَهَثَ الصَّيَّادُ مُتْعَبًا، وَوَضَعَ السَّيْفَ نَاظِرًا إِلَى الرُّؤُوسِ السَّبْعَةِ، وَالدِّمَاءِ الَّتِي تُغَطِّي الْجَبَلَ، وَحَيَوَانَاتِهِ الْمُتْعَبَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَبْدُو أَنَّنِي حَقَّقْتُ هَدَفَ رِحْلَتِي أَخِيرًا! هَذَا صَيْدٌ لَمْ يَحْلُمْ بِهِ مُعَلِّمِي!

قَامَ الصَّيَّادُ، وَذَهَبَ إِلَى الْكَنِيسَةِ الصَّغِيرَةِ، وَفَتَحَهَا، فَوَجَدَ الْأَمِيرَةَ عَلَى الْأَرْضِ. عَرَفَ الصَّيَّادُ أَنَّ الْأَمِيرَةَ فَقَدَتِ الْوَعْيَ بِسَبَبِ الْخَوْفِ؛ لِأَنَّ أَصْوَاتَ الْمَعْرَكَةِ كَانَتْ مُخِيفَةً. حَمَلَ الصَّيَّادُ الْأَمِيرَةَ، وَعَادَ إِلَى قِمَّةِ الْجَبَلِ. وَبَعْدَ دَقَائِقَ، اِسْتَيْقَظَتِ الْأَمِيرَةُ وَنَظَرَتْ حَوْلَهَا مَصْدُومَةً. قَالَ الصَّيَّادُ: لَقَدْ قَضَيْتُ عَلَيْهِ كَمَا وَعَدْتُكِ.

نَظَرَتْ إِلَيْهِ الْأَمِيرَةُ، وَقَالَتْ: وَسَأَتَزَوَّجُكَ كَمَا وَعَدَ أَبِي.

ثُمَّ أَمْسَكَتْ قِلَادَتَهَا الْمَرْجَانِيَّةَ، وَفَكَّتْ عِقْدَهَا، وَوَضَعَتْ حَوْلَ عُنُقِ كُلِّ حَيَوَانٍ حَجَرًا وَحَوْلَ عُنُقِ الْأَسَدِ قُفْلَ الْقِلَادَةِ؛ ثُمَّ أَعْطَتِ الصَّيَّادَ مِنْدِيلَهَا. أَخَذَ الصَّيَّادُ الْمِنْدِيلَ، وَنَظَرَ إِلَى حُرُوفِ اِسْمِهَا فِيهِ، ثُمَّ قَامَ وَقَطَعَ أَلْسِنَةَ الرُّؤُوسِ السَّبْعَةِ، وَوَضَعَهَا فِي الْمِنْدِيلِ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي حَقِيبَتِهِ.

قَالَ الصَّيَّادُ لِلْأَمِيرَةِ: أَنَا مُتْعَبٌ بِسَبَبِ الْمَعْرَكَةِ، وَلَنْ أَقْدِرَ عَلَى نُزُولِ الْجَبَلِ الْآنَ. وَأَنْتِ مُتْعَبَةٌ أَيْضًا. سَنَنَامُ قَلِيلًا، ثُمَّ نَنْزِلُ لَاحِقًا.

وَافَقَتِ الْأَمِيرَةُ، فَقَالَ الصَّيَّادُ لِلْأَسَدِ: عَلَيْكَ مُهِمَّةُ الْحِرَاسَةِ حَتَّى لَا يُهَاجِمَنَا أَحَدٌـ، وَنَحْنُ نَائِمَانِ.

ثُمَّ نَامَ الصَّيَّادُ، وَنَامَتِ الْأَمِيرَةُ بَعْدَهُ. رَاقَبَ الْأَسَدُ قَلِيلًا، لَكِنَّهُ كَانَ مُتْعَبًا بِسَبَبِ الْمَعْرَكَةِ، فَنَادَى الدُّبَّ، وَقَالَ لَهُ: عَلَيْكَ مُهِمَّةُ الْحِرَاسَةِ. سَأَنَامُ قَلِيلًا. إِنْ حَصَلَ شَيْءٌ، أَيْقِظْنِي! لَكِنَّ الدُّبَّ كَانَ مُتْعَبًا أَيْضًا، فَطَلَبَ مِنَ الذِّئْبِ أَنْ يُرَاقِبَ؛ لَكِنَّ الذِّئِبَ كَانَ مُتْعَبًا، فَطَلَبَ مِنَ الثَّعْلَبِ أَنْ يُرَاقِبَ؛ لَكِنَّ الثَّعْلَبَ كَانَ مُتْعَبًا، فَطَلَبَ مِنَ الْأَرْنَبِ أَنْ يُرَاقِبَ؛ لَكِنَّ الْأَرْنَبَ كَانَ مُتْعَبًا، فَنَامَ.

وَفِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، كَانَ قَائِدُ الْجَيْشِ يَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْمَعْرَكَةِ مُتَعَجِّبًا. وَحِينَ هَدَأَ كُلُّ شَيْءٍ، وَلَمْ يَرَ قَائِدُ الْجَيْشِ التِّنِّينَ يُغَادِرُ بَعِيدًا، صَعَدَ كَيْ يَسْتَكْشِفَ الْأَمْرَ. وَحِينَ وَصَلَ، رَأَى الصَّيَّادَ وَالْأَمِيرَةَ وَالْحَيَوَانَاتِ نِيَامًا، وَرَأَى التِّنِينَ مَقْتُولًا، فَفَرِحَ. جَمَعَ قَائِدُ الْجَيْشِ رُؤُوسَ التِّنِّينِ، ثُمَّ قَطَعَ رَأْسَ الصَّيَّادِ بِسَيْفِهِ، وَحَمَلَ الْأَمِيرَةَ وَغَادَرَ. اِسْتَيْقَظَتِ الْأَمِيرَةُ، وَعَرَفَتْ نِيَّةَ الْقَائِدِ، فَصَاحَتْ: مَاذَا تَفْعَلُ؟

قَالَ الْقَائِدُ: أَنْتِ مَعِي الْآنَ، وَسَوْفَ تَقُولِينَ لِلْجَمِيعِ أَنَّنِي مَنْ قَتَلَ التِّنِّينَ.

وَحِينَ رَفَضَتْ، هَدَّدَهَا بِالْقَتْلِ، فَصَمَتَتْ. وَحِينَ عَادَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَرِحَ الْمَلِكُ بِسَلَامَةِ اِبْنَتِهِ، وَفَرِحَ الشَّعْبُ بِقَتْلِ التِّنِّينِ. قَالَ قَائِدُ الْجَيْشِ: لَقَدْ قَتَلْتُ التِّنِّينَ وَأَعَدْتُ الْأَمِيرَةَ حَيَّةً. عَلَيْكَ، أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنْ تَفِيَ بِوَعْدِكَ وَتُزَوِّجَنِي الْأَمِيرَةَ!

سَأَلَ الْمَلِكُ اِبْنَتَهُ: هَلْ كَلَامُهُ صَحِيحٌ؟

أَجَابَتِ الْأَمِيرَةُ: نَعَمْ. لَكِنَّنِي أَطْلُبُ أَنْ يَتِمَّ الزَّوَاجُ بَعْدَ عَامٍ كَامِلٍ.

وَفِي الْجَبَلِ، اِسْتَيْقَظَتِ الْحَيَوَانَاتُ، وَوَجَدَتِ الصَّيَّادَ مَيِّتًا؛ فَفَزِعَتْ، وَلَامَ كُلُّ وَاحِدٍ الْآخَرَ، ثُمَّ قَرَّرُوا أَنَّ كُلَّ الذَّنْبِ يَقَعُ عَلَى الْأَرْنَبِ، فَصَاحَ الْأَرْنَبُ: لَا تَقْتُلُونِي! أَنَا أَعْرِفُ نَبْتَةً اِسْمُهَا (نَبْتَةُ الْحَيَاةِ)، تَشْفِي كُلَّ الْأَمْرَاضِ وَالْجُرُوحِ.

زَأَرَ الْأَسَدُ: اِذْهَبْ وَأَحْضِرْهَا!

صَاحَ الْأَرْنَبُ: إِنَّهَا فِي جَبَلٍ بَعِيدٍ، وَسَوْفَ أَسْتَغْرِقُ يَوْمًا كَامِلًا حَتَّى أَصِلَ إِلَيْهَا! حَافِظُوا عَلَى جَسَدِ سَيِّدِنَا بَارِدًا حَتَّى أَعُودَ.

ثُمَّ قَفَزَ مُبْتَعِدًا، وَأَخَذَ الدُّبُّ الصَّيَّادَ إِلَى كَهْفٍ بَارِدٍ حَتَّى عَادَ الْأَرْنَبُ. وَضَعَ الْأَسَدُ رَأْسَ الصَّيَّادِ فِي مَكَانِهِ، وَأَدْخَلَ الْأَرْنَبُ النَّبْتَةَ فِي فَمِ الصَّيَّادِ، فَعَادَ إِلَى الْحَيَاةِ. نَظَرَ الصَّيَّادُ حَوْلَهُ مُتَعَجِّبًا، وَسَأَلَ الْحَيَوَانَاتِ عَنِ الْأَمِيرَةِ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُم لَمْ يَرَوْهَا عِنْدَمَا اِسْتَيْقَظُوا، فَعَرَفَ أَنَّهَا هَرَبَتْ مِنْهُ. وَعِنْدَمَا عَرَفَ أَنَّ رَأْسَهُ كَانَ مَقْطُوعًا، ظَنَّ أَنَّ الْأَمِيرَةَ هِيَ مَنْ فَعَلَتْ ذَلِكَ؛ فَحَزِنَ حُزْنًا شَدِيدًا، وَقَرَّرَ أَلَّا (أَنْ لَا) يَعُودَ إِلَى مَدِينَةِ التِّنِّينِ.

بَقِيَّةُ الْقِصَّةِ فِي الْجُزْءِ الثَانِي…

You can buy our stories on Amazon. They are also available on other Amazon Marketplaces. Type the author’s name (Mansour Seraj) on the search bar.

(1) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (High Beginners)

(2) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Low Intermediate)

(3) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Intermediate)

(4) Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Upper Intermediate)

(5) Juha: 50 Arabic Short Stories for Learners of Arabic as an Additional Language (Low Intermediate)

Ibnulyemen Arabic

Recent Posts

النَّجَّارُ الذَّكِيُّ

النَّجَّارُ الذَّكِيُّ This story is taken from a book entitled Tibetan Folk Tales. The book…

2 weeks ago

الزَّوْجَةُ الْحَكِيمَةُ

الزَّوْجَةُ الْحَكِيمَةُ This story is taken from a book entitled Tibetan Folk Tales. The book…

3 weeks ago

فَلُّوحٌ

فَلُّوحٌ This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tales Collections. To make it…

4 weeks ago

الْكَذَّابُ وَالْمَرْأَةُ الْبَرِيئَةُ

الْكَذَّابُ وَالْمَرْأَةُ الْبَرِيئَةُ This Arabic story is for learners of Arabic as an additional language.…

1 month ago

الْفَتَاةُ الْكَسُولَةُ وَالْمَلِكَةُ

الْفَتَاةُ الْكَسُولَةُ وَالْمَلِكَةُ This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tales Collections. To…

1 month ago

الْأَمِيرَةُ وَالشَّحَّاذُ

الْأَمِيرَةُ وَالشَّحَّاذُ This story has been taken from Brothers Grimm’s Folk Tale Collections. To make…

2 months ago